شبكة اخبار الناصرية:
أُقيمت اليوم الجمعة ٥ كانون الأول ٢٠٢٥ صلاة الجمعة في جامع الشيخ عباس الكبير وسط مدينة الناصرية، بإمامة سماحة حجة الإسلام الشيخ محمد مهدي الناصري، الذي تناول في خطبته الثانية ثلاث قضايا محورية.

حيث استعرض سماحته في بداية الخطبة فقرة من رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام) حول “حق الخصم المدعي”، مشيرا إلى أن الإمام وضع أساسا أخلاقيا عميقا للتعامل مع الخصومة القضائية أو الفكرية، ينطلق من مراعاة حق الله تعالى، وهو ما يقتضي الإنصاف لا الانتصار، والتزام الرفق والعدل حتى مع الخصوم.

وفي معرض حديثه عن الحملات التي تنفذها البلدية لرفع التجاوزات، أشار سماحته إلى أن هذه الحملات “ضرورية بالفعل لتنظيم الشوارع والحفاظ على المظهر العام وانسيابية حركة المرور”، مؤكدا أهمية أن يتعامل المواطنون معها بـ”إيجابية”، لما تحققه من مصلحة عامة.

وفي المقابل، شدد الشيخ الناصري على أن “مراعاة الجانب الإنساني والاقتصادي للباعة المتجولين أو أصحاب البسطات الذين يعتمدون على هذه الأماكن كمصدر رزق وحيد” هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكومة المحلية ودوائر البلدية، داعيا إلى “توفير البدائل المناسبة لهم”.

وأوضح أن هذا التوازن هو “الذي يبني الثقة بين المواطن والجهات المسؤولة، ويضمن تحقيق الأهداف التنظيمية مع الحفاظ على رعاية الفئات الضعيفة”.

وشدد سماحته على أن أي إجراء إداري يجب أن يُرفق بعدالة اجتماعية، وأن لا يتحوّل إلى مصدر ضغط على محدودي الدخل، محذرا من أن تجاهل هذا البعد الإنساني قد يُضعف علاقة المواطن بالدولة ويشوّه أهداف التنظيم العمراني.

وفي جانب اخر من خطبته استشهد الشيخ الناصري بقوله تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ”، مبينا أن مبدأ الأخوة في الإسلام “يؤكد على الوحدة والتكاتف بين المؤمنين، بغض النظر عن الحدود الجغرافية”، وهو ما يفرض على الإنسان المؤمن أن “يناصر أخاه المؤمن بالكلمة والموقف”.

وأضاف أن من أولويات النصوص الشرعية والوجدان السليم “مناصرة الشعوب المظلومة التي تدافع عن أرضها ووجودها أمام دول الإرهاب المسماة بالدول العظمى”، مؤكدا أن الوقوف إلى جانب الحق والعدل ليس موقفا سياسيا بل واجب ديني وأخلاقي.

انتهى.

📲
تابع قناة أخبار الناصرية على تلغرام
تصلك الأخبار العاجلة والمواد الحصرية مباشرة على هاتفك.