RACHID EZZIANE: “Moi Ali La Pointe l’enfant terrible de la Révolution”, LES PRESSES DE CHÉLIF, Chlef, Algérie, septembre 2025, Contient 114 Pages.
مقدمة فرضت نفسها:
افتتح الكاتب كتابه بعبارة لمحمّد العربي بن مهيدي رحمة الله عليه. وفضّل صاحب الأسطر أن يجعلها في صدر المقال. وهي -حسب ترجمتي، وبالحرف-:
“أتمنى أن أخضع للتّعذيب، لأتأكّد أنّ هذا اللّحم التّعيس لا يخونني”. 7
أوّلا: متن الكتاب:
طفولة، ومراهقة، وشباب علِي لاَ بْوَانْتْ:
أنا من من مواليد: 1932. ص24
اسمه: علي عمار. وينادونه: علِي لاَ بْوَانْتْ. 9
الابن الثّاني من أسرة تتكوّن من خمسة إخوة، وأخوات. 14
رأيت التّمييز العنصري وأنا تلميذ في الابتدائي. ما دفعني لأكره الاستدمار الفرنسي، والمدرسة، والتّعليم. 14
تعلّمنا ونحن صغار: يولد ابن المستدمرين سعداء. ونولد نحن أبناء الجزائر تعساء، وفقراء. 15
تعلّمت وأنا طفل أن أتحصّل بالقوّة على كلّ حقّ حرمني منه الرُومِي. 16
وأنا في الرّابعة عشرة من عمري. أصبحت “مُولْ الذْرَاعْ”. أتحصّل على طعامي، وحقوقي بالقوّة. 17
مات أبي فجأة وأنا في السّادسة عشرة من عمري. وأنا يومها الفقير المعدم. 19
كنت لا أعرف الفرنسية. 88
لم أكن أحبّ المدرسة. 98
أنا رجل عمليات. وفي الميدان أجد راحتي. 95
وحشية الاستدمار الفرنسي:
يقدّم الاستدمار الفرنسي الغداء لجنوده، وحيواناته. ولم يبق أمامنا غير السّطو للحصول على الطعام لبطوننا الجائعة. 17
الاستدمار الفرنسي توأم النازية:
تمنيت لو دام احتلال فرنسا من طرف النازية. ليذوقوا مرارة الاحتلال الذي ذقناه. 19
اللّكمة أوّلا، ودائما:
لم أفكّر يوما أن أنتمي لحزب، أو جمعية، أو غير ذلك. وهذه الأحزاب لا تعني لي شيئا. ما دامت اللّكمة لم ترسم على وجه الرومي. 20
إلى ولاية العاصمة:
القصبة فتحت لي أبوابها. 21
فرضت الاحترام على الجميع. 22
شرعت في تعلّم مهنة “البَنَّاءْ”، والملاكمة. 22
العودة إلى مليانة. حيث أعمامي، وأخوالي. 23
السجن أحبّ إليّ ممّا يدعوني إليه الاستدمار الفرنسي:
ضقت السّجن وأنا في السّادس عشرة من عمري. 24
في الثّاني والعشرين من عمري سجنت في سركاجي سنة 1952. ص25
وأعيد سجني سنة 1953. وأنا في الثّالثة والعشرين من عمري. وتقريبا العام كلّه. 25
أدخلت السجن مدّة عامين سنة 1954. لمحاولة قتل أحد المستدمرين. 27
بعد الثّورة الجزائرية. نقلنا من سجن سركاجي إلى سجن البٙر۟وٙاڨِيٙة. 32
الهروب من سجن البٙر۟وٙاڨِيٙة:
هربنا من سجن البٙر۟وٙاڨِيٙة عبر حفر نفق صغير. يسع لشخص واحد. ونحن خمسة. 36
حين وصلنا باب عزون سمعت الأذان، فقلت: الحمد لله. ما دام هناك أذان في الجزائر. ستتحرّر لا محالة. 45
حلم الالتحاق بالثّورة الجزائرية، والجبل:
كرهت حياة الصعاليك. 48
لم يكن لي من هدف سام. غير الالتحاق بإخواني في الجبل. 50
الخائن أشدّ خطرا من المستدمر. ويعامل بقسوة أشدّ من المستدمر:
لا يمانع المحتلّ الفرنسي من قتل جزائري لأخيه الجزائري. 58
للأسف، كلّما كانت ثورة. كان هناك خونة. 62
لا يحقّ للمجاهد أن يسرّب معلومات شخصية عنه. 64
أعطيت لي تعليمات لأقتل خائن. وكان صديق المراهقة حيث اللّهو، والعبث. ونفذت الأمر. 65
“بسبب الخونة فشل الأمير عبد القادر في رميهم في البحر. والمطلوب منّا أن نضع الخونة في نفس منزلة المستدمر. بل ولنكن أكثر صرامة معهم من المستدمر. إذا ترددت يوما بين قتل المستدمر أو الخائن. ابدأ بالخائن. وأكرمنا الله تعالى أن عوّضنا بالأوروبيين الذين وقفوا مع الثّورة الجزائرية. مقابل الخونة. وعلينا أن ننقي الجزائر من الخونة. كما تنقى السنبلة من الدودة المضرّة لها. والخونة سببّوا لنا مشاكل ضخمة. لأنّهم لهم جذور في المجتمع، ويعيشون معنا، ويأكلون معنا، ويلبسون لباسنا، ويتحدّثون لساننا، ولهم علاقات مع أفراد العائلة”. 77
شخصيا أبغض الخونة أكثر من المستدمرين. ولا أتصوّر خائنا يعتبره المستدمر على أنّه أهالي، ودون حقوق، ودون احترام. وتعامله فرنسا من منطلق قانون يسمح للمستدمرين بمعاقبته جماعيا. وكما يشاء. 77-78
محمّد العربي بن مهيدي:
وصف لقاءه الأوّل بمحمّد العربي بن مهيدي 65-70، فقال: كان يلبس جيّدا، وأنيقا. وشكرنا على ما قدّمناه. وأنّ الله سيجازينا على ما قمنا به. 67
كان محمّد العربي بن مهيدي يغيّر يوميا مكانه. تفاديا للاعتقال. 87
23 فيفري 1957: اعتقال محمّد العربي بن مهيدي. 88
فكرة المحتشدات:
المحتشدات التي أقامها الاستدمار الفرنسي لتجميع الجزائريين. وعزل الثّورة الجزائرية تقوم على فكرة: جفّف البحر ليموت الحوت. وثلاثة ملايين جزائري كانوا تحت المخيمات. 72
فتيات الثّورة الجزائرية:
عدّة فتيات اخترن الانضمام للثّورة الجزائرية للعمل كممرضات، وراقنات على الآلة الكاتبة. عقب إضراب الطلبة سنة 1956. ويفضّل الذكور الصعود للجبل. وبعضهم فضّل مواصلة الدراسة. ص73
الشهيدة حسيبة بن بوعلي:
الشهيدة حسيبة بن بوعلي: صاحبة عيون زرق. وبالغة الجمال. وكنت أظنّها في البداية أنّها فرنسية.
كنت معجبا بحسيبة بن بوعلي. فقد كانت: جميلة، ومتعلّمة، وغنية، ولم تكن بحاجة لشيء. ورغم ذلك فضّلت أن تمنح حياتها للجزائر دون مقابل. والمهم أن يتحرّر وطنها. 74
19جوان 1956: إعدام الشهيد زبانة. وأقسمت حسيبة بن بوعلي أن تنتقم لاستشهاده. 75
النّساء واضعات القنابل، كنّ: صغيرات، وجميلات كالثّورة الجزائرية. 76
قالت حسيبة بن بوعلي: كنت أحضّر نفسي لأكون ممرّضة. قبل 19 ماي 1956. لكن شاءت الأقدار أن أنضمّ للثّورة. ولست نادما على ذلك. 82
لا أتخيّل ثورة دون امرأة:
قال علي لا بوانت -وحسب ترجمتي وبألفاظي-: لا أتخيّل ثورة دون المرأة. ودور المرأة الجزائرية عظيم. لأنّها كانت تعمل ممرّضة، وراقنة على الآلة الكاتبة، وكان يمكنها أن تتغلغل داخل صفوف الفرنسيين المحتلّين. وكانت الثّورة الجزائرية بأمسّ الحاجة إليها، وإلى مزاياها.
فريق الصدمة:
فريق الصدمة المقترح من محمّد العربي بن مهيدي، مكوّن من: رجلين، وامرأة، وطفل صغير. 73
بطل، ورجل عظيم متواضع:
بسبب عنصرية الاستدمار. وتفضيل الرّومي علينا. أصبحنا رجالا قبل الوقت. 98
لست البطل. لكن أريد أن أكون حرّا. 107
تعذيب وحشي:
الذين لم يستطيعوا مواجهة التّعذيب: يعذرون أكثر ممّا يؤنّبون. 85
الاستدمار الفرنسي الذي لا يفرّق:
حين يتعلّق الأمر بالثّورة الجزائرية: لا يفرّق الاستدمار بين جزائري يحاربه. وفرنسي يساعد الجزائريين على محاربته. 86
ثانيا: قراءة القارئ المتتبّع:
موقف خالد من طفولة قويّة:
المتتبّع لطفولة، ومراهقة، وشباب عْلِي لاَ بْوَانْتْ. يجزم أنّ القرار الذي اتّخذه -ومن معه- بتفضيل تفجير البيت الذي كان يختبئ فيه رفقه حسيبة بن بوعلي، وبوحميدي، وعمر الصغير على الاستسلام للاستدمار الفرنسي. كان عادي جدّا، ومنتظر. نظرا لطبيعة شخصيته القويّة الصّلبة. ومنذ طفولته.
محمّد العربي بن مهيدي وفريق الصدمة:
لأوّل مرّة في حياتي أعرف سبب تواجد خمسة في البيت الذي تمّ تفجيره. لأنّ محمّد العربي بن مهيدي. وتحت ضغط الاستدمار الفرنسي. قسّم العمل إلى مجموعات صغيرة يسهل عليها التّحرّك بفاعلية، وسرعة، وقوّة. فكان -وحسب ترجمتي-: “فريق الصدمة”. والذي يضمّ الكبار العظام المذكورون أعلاه.
ياسف سعدي، ومحمّد العربي بن مهيدي، وعلي لا بوانت:
يبدو لي أن الكاتب لم يقرأ مذكرات المجرم أوساريس: “شهادتي حول التعذيب[1]”. وكتبنا بشأنه مناشير، ومقال لمن أراد الزيادة[2]. ولم يقرأ كتاب: “حسيبة بن بوعلي[3]”. لأخت حسيبة بن بوعلي. وكتبنا بشأنه مقال[4]. لأنّ ما جاء في الكتابين -وحسب قراءتي-. مخالف تماما فيما ذكره عن العلاقة بين علي لا بوانت، وياسف سعدي.
سأسيئ الظّنّ بالكاتب، وأتساءل: هل ما ذكره في كتابه كان عن جهل وعدم قراءة؟ أم رأي تبناه عن علم؟ أم تعمّد إخفاء الحقيقة؟ أم مورست عليه ضغوط؟.
شديد على الرّومي، رحيم بالمستضعفين:
علي لا بوانت: كان عظيما في أخلاقه مع الفقراء، والمساكين، والمظلومين من الجزائريين. وفي الوقت نفسه قويا، وشرسا، وعنيفا، و”مٌولْ الذْرَاعْ”. مع العنصريين، والمحتلين، والمستدمرين، و #الحركى_الخونة. ودون رحمة، ولا شفقة، ولا تراجع. وينطبق في حقّه قوله تعالى: “أَشِدَّآءُ عَلَى اَ۬لْكُفّ۪ارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْۖ س”. سورة الفتح 29.
لغة في غير محلّها:
انتقدت -وما زلت- تحويل الكاتب الكريم. كتابه إلى قاموس ترجمة العامية الجزائرية إلى اللّغة الفرنسية. ودون أن يكون مضطرّا لترجمة العامية إلى الفرنسية عبر الهامش. وقد أفردت لذلك منشورا[5]. معزّز بأمثلة. لمن أراد الزّيادة.
الأربعاء 1 جمادى الأولى 1447هـ، الموافق لـ 22 أكتوبر2025
الشرفة – الشلف – الجزائر
[1] “شهادتي حول التعذيب 1957-1959″، للسفاح الجلاد الجنرال أوساريس، ترجمة مصطفى فرحات، دار المعرفة، الجزائر، من 217 صفحة.
[2] مقالنا: الجنرال أوساريس .. صناعة قتل وتعذيب الجزائريين – معمر حبار
الثلاثاء 8 صفر 1438، الموافق لـ 8 نوفمبر 2016
[3] الأستاذة بوشاقور ازدهر: ” دروس في الوطنية، الشهيدة حسيبة بن بوعلي والمقاوم محمد بن عبد الله الملقب ببومعزة”، دار قرطبة، المحمدية، الجزائر، طبعة 1438هـ – 2017، من 66 صفحة.
[4] مقالنا بعنوان: الشهيدة حسيبة بن بوعلي – معمر حبار
الخميس 09 ربيع الثاني 1439 الموافق لـ 27 ديسمبر 2017
[5] منشورنا: الخميس 24 ربيع الثّاني 1447هـ، الموافق لـ 16 أكتوبر2025
العربيةمنخلال_الفرنسية
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار
