4 نوفمبر، 2025
ألأخبارمقالات

وليد السهلاني… صورة تختصر معنى القيادة/بقلم السجين السياسي ابو رضا الخفاجي

صورة من مقال: وليد السهلاني… صورة تختصر معنى القيادة/بقلم السجين السياسي ابو رضا الخفاجي

مشهد واقعي من داخل مؤسسة السجناء السياسيين يعكس تواضع القيادة الإدارية وصدق المسؤولية الوطنية

صورة واحدة قد تُغني عن مئات الخطب، وتكشف جوهر الإنسان قبل المنصب.
تلك الصورة التي يظهر فيها الدكتور وليد السهلاني، رئيس مؤسسة السجناء السياسيين، وهو يجلس في قسم الاستعلامات بين المراجعين يوقّع معاملاتهم بيده، ليست مشهدًا عابرًا، بل رسالة أمل وحوار صامت مع الواقع الإداري في العراق.

في وقتٍ اعتاد فيه المواطن أن يرى المسؤول خلف الأبواب المغلقة، تأتي هذه الصورة لتكسر النمط، وتُعيد الثقة بأن المنصب يمكن أن يكون جسرًا بين الدولة والناس، لا جدارًا يفصل بينهما.
فحين يجلس مسؤول بدرجة وزير في مكان بسيط، دون حواجز أو مكاتب فخمة، فهو يعلن بفعلٍ لا بكلام أن القيادة هي خدمة وليست سلطة.

من هذا المشهد يبدأ الحديث عن فلسفة الدكتور السهلاني في الإدارة — فلسفة تقوم على الاقتراب من المواطن، وتبسيط الإجراءات، وتحويل المؤسسة إلى بيت مفتوح للسجناء وذويهم.
إنه يؤمن بأن الكرامة التي دافع عنها السجناء في الماضي يجب أن تُصان اليوم بالاحترام والاهتمام، لا بالانتظار والروتين.

هذه الصورة ليست مجرد لحظة إنسانية، بل وثيقة إدارية وأخلاقية، تذكّر الجميع بأن الإصلاح يبدأ من الميدان، وبأن المسؤول الذي يجلس مع الناس هو من يصنع التغيير الحقيقي.

لقد أعاد الدكتور وليد السهلاني الحياة إلى مؤسسة كانت منسية، ومنحها نبضًا جديدًا من العمل الميداني والتفاعل المباشر مع الجمهور.
وما يميّزه أنه جمع بين تجربة النضال السياسي وروح الإدارة الحديثة، ليقدّم نموذجًا نادرًا في القيادة العراقية: قائد من الناس، ولأجل الناس.

في النهاية، تظل تلك الصورة حوارًا مفتوحًا بين المواطن والدولة، ورسالة أمل بأن العراق يمكن أن يُدار بعقلٍ إداريٍّ وضميرٍ إنساني، إذا وُجدت شخصيات تؤمن بأن المنصب وسيلة للبناء، لا وسيلة للتفاخر .
تلك الصورة ليست عادية… إنها ملامح وطنٍ يحلم بإدارةٍ تشبهه، ومسؤولٍ يرى في المنصب واجبًا لا وجاهة، وفي المواطن كرامة لا معاملة

📲
تابع قناة أخبار الناصرية على تلغرام
تصلك الأخبار العاجلة والمواد الحصرية مباشرة على هاتفك.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق قراءة المزيد