21.9 C
الناصرية
23 نوفمبر، 2024
مقالات

وهل ذنب السوداني انه سوداني /ابو فيصل الخفاجي

وهل ذنب السوداني انه سوداني /ابو فيصل الخفاجي

لم تمر محاولات تنحية السكرتير العسكري للقائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم السوداني من منصبه مرور الكرام ، فقد جاءت تلك المحاولات بدوافع سياسية وهواجس حزبية هدفها قص اجنحة النجاح لدى رئيس الحكومة محمد السوداني ، والتقليل من المكاسب المتراكمة لحكومته على الصعد الخدمية والامنية والسياسية .
ويرى المراقب بوضوح ان محاولات اِبعاد السوداني السكرتير عن السوداني الرئيس جاء متزامنا مع حملات شرسة لتشويه المنجز الخدمي لحكومة السوداني وفي ظل خصومات سياسية مرتبة سلفا لتشويه مسيرته السياسية ومع اثارة ملف التنصت في مكتب رئاسة الوزراء .
ولا يتوقع حصيف ان جملة تلك الامور تاتي مصادفة وفي وقت واحد وبتوقيت متزامن ، بل ان هناك اياد متغلغلة وارادات داخلية وخارجية متنفذة رتبت لكل تلك الاحداث ولموجة التشويه المتواصلة وحملة التسقيط المستعرة .
ولسنا هنا في وارد الحديث عن موجة التشويه التي طالت حملات الاعمار والبناء “السودانية” فتلك حملات فرضت نجاحها على الارض وحققت ما عجز عنه جميع رؤساء الحكومات السابقة ولاقت نجاحا شعبيا منقطعا النظير ، واثارت في قلوب الخصوم والمنافسين السياسيين ما اثارت من مخاوف .
ولا نريد كذلك الحديث عن النجاح السياسي الكبير لحكومة السيد السوداني ، فالرجل نجح بتجاوز امواج الاضطرابات السياسية المتلاطمة في المنطقة بهدوء واستقرار قل نظيره في العراق الذي طالما عرف بحالة عدم الاستقرار السياسي ، فالسوداني الرئيس كان حكيما في ادارة الدفة السياسية رغم ما يضمره الفرقاء لبعضهم البعض ، فتجده متصالحا مع الكرد رغم رفض معظم شيعة الاطار لطبيعة الادارة الكردية ، والمتماشي مع السنة رغم اقصاء الحلبوسي وتنافر ساستهم ، والمرضي عنه شيعيا رغم الخلافات الداخلية الكبيرة داخل الاطار الشيعي حول العديد من الملفات .
لذا لم يجد المتربصون بالرجل الا قياداته الامنية الرفيعة ، وصناع الامن والاستقرار المقربين منه ، وكان حينها عبد الكريم السوداني هدفهم الاول ومقصدهم الاهم في حملة الاستهداف السياسي.
والغريب انهم استهدفوا الرجل رغم تاريخه الطويل في المنظومة الامنية ورغم عمله في العديد من الحكومات السابقة تحت ظل قيادات شيعية معروفة وبارزة اليوم ، ولم يكن حينها مستهدفا ولم يجرؤ احد على المساس بمنجزه الامني .
بيد ان القوم ضربوا هذه المرة بالخاصرة الرخوة وتسللوا بحجة الدفاع عن القيم والنظم المهنية ، وصوروا الامر وكأن السوادني السكرتير تبوأ منصبه اليوم بفضل المحسوبية وصلة القرابة بالسواداني الرئيس ، متناسين ان الرجل لم يكن جديدا على المناصب ولم يرد الامر صدفة كما وردها الكثير منهم .
السادة المحترمون لا يمكن مطلقا ان تقاس الرجال الا بما تقدم وما تنجز ، وان صادف ان كان القائد يحضى بصلة قرابة او نسب بالمسؤول فلا عيب ولا ضرر ، واستشهد هنا بصلة القرابة التي تربط السيد هاشم صفي الدين بالشهيد الكبير السيد حسن نصر الله ، فما منعت تلك الصلة من ان يتبوا الاول مناصب متقدمة في الحزب مادام مؤمنا بقضيته ناجحا في عمله .
واتساءل اخيرا هل ذنب السوداني السكرتير انه سوداني ، ام ان ضريبة نجاح السوداني الرئيس اقصاء كل من يحمل لقب السوداني

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق قراءة المزيد