22.1 C
الناصرية
27 ديسمبر، 2024
ألأخبارتكنولوجيا

نهج واعد في تشخيص التصلب المتعدد من صور العين

نهج واعد في تشخيص التصلب المتعدد من صور العين

وكالات:

طور باحثون من جامعة دورهام بالمملكة المتحدة وجامعة العلوم الطبية في أصفهان بإيران نهجا مبتكرا لتشخيص التصلب المتعدد باستخدام تقنيات تصوير العين المتقدمة.

ويمكن أن يُحدث هذا الأسلوب الرائد ثورة في كيفية اكتشاف التصلب المتعدد، حيث يقدم بديلا أسرع وأقل ألما وأكثر سهولة للإجراءات التشخيصية الحالية.

التصلب المتعدد حالة يمكن أن تؤثر في الدماغ والحبل الشوكي، وتتسبب بمجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك مشاكل في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن.

وفي دراسة نُشرت بمجلة “علوم وتقنيات الرؤية الانتقالية” في 17 يوليو/ تموز الحالي وقادتها الدكتورة رحيلا كافية من جامعة دورهام، دمج فريق الدراسة بين نوعين من فحوص العين: التصوير المقطعي البصري والتصوير بالأشعة تحت الحمراء بالليزر. ومن خلال تدريب نماذج الحاسوب على عدد كبير من هذه الفحوص العينية، أنشأ الباحثون أداة تشخيصية قوية يمكنها التعرف على التصلب المتعدد بدقة عالية.

وما يميز هذا النهج قدرته على اكتشاف التغيرات الدقيقة في العين التي غالبا ما تشير إلى التصلب المتعدد. ويمكن للعين -لأنها متصلة مباشرة بالدماغ- أن تكشف عن علامات مبكرة للتلف العصبي الذي قد لا يُلاحظ بطرق أخرى.

ويوفر هذا الأسلوب إمكانية التشخيص المبكر والإدارة الأفضل لأعراض التصلب المتعدد، وذلك بتدريب الحواسيب على التعرف على الأنماط المخفية والاختلالات في صور العين.

نتائج الدراسة كانت مبشرة، حيث تمكن نموذج الحاسوب من تحديد التصلب المتعدد بدقة بلغت 92% خلال الاختبارات الأولية. والأكثر تشجيعا أن النظام حافظ على دقة قوية بلغت 85% عند اختباره على مجموعة بيانات مختلفة من مستشفيات ومرضى آخرين، مما يثبت موثوقيته وإمكانية استخدامه على نطاق واسع.

وأشارت الدكتورة رحيلا كافية إلى أهمية هذه النتائج وقالت: “دمج جميع صور التشخيص الطبي المتاحة، بما في ذلك تلك التي تحتوي على تغيرات دقيقة يصعب تمييزها من خلال التشخيص غير الحاسوبي، أمر بالغ الأهمية لتحقيق تشخيصات أكثر موثوقية وتحسين نتائج المرضى”.

ويمكن أن يكون لهذا النهج المبتكر تأثيرات بعيدة المدى في المرضى ومقدمي الرعاية الصحية على حد سواء، فالتشخيص المبكر والدقيق للتصلب المتعدد يمكن أن يؤثر بشكل كبير في جودة حياة المتأثرين، مما قد يبطئ من تقدم المرض ويحسن النتائج العامة.

كما أن الطبيعة غير المؤلمة لفحوص العين تجعل هذا الأسلوب أكثر راحة للمرضى وأسهل في التنفيذ في مختلف بيئات الرعاية الصحية، بما في ذلك محلات البصريات.

ولا تَعِدُ هذه التقنية الجديدة لتصوير العين بتحسين تشخيص التصلب المتعدد فحسب، بل تفتح أيضا أبوابا لتطبيقات مشابهة في حالات عصبية أخرى مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون.

ومع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، يمكن أن تمهد الطريق لأدوات تشخيصية أكثر سهولة وموثوقية في الرعاية الصحية اليومية، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين رعاية المرضى والنتائج.

المصدر : الجزيرة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق قراءة المزيد