وسيكون الثلاثاء اليوم الأوّل من الرحلة الأخيرة للمسابقة القارية العريقة بنظامها الحالي، أي نظام المجموعات الثماني الموزّعة عليها الأندية الـ 32، لأنَّ البطولة ستنتقل اعتباراً من الموسم المقبل إلى نظام المجموعة الواحدة بمشاركة 36 فريقاً يخوض كل منها 8 مباريات عوضاً عن الست الحالية.

وسيكون سيتي بالتالي البطل الأخير الذي يدافع عن لقبه بحسب الصيغة الحالية التي بدأت قبل عقدين من الزمن، ويبدو مرشّحاً فوق العادة للحصول على إحدى بطاقتي المجموعة السابعة إلى الثمن النهائي في ظل وجود يونغ بويز السويسري ولايبزيغ الألماني اللذين يتواجهان الثلاثاء على أرض الأول.

ويبدأ سيتي مشواره القاري بعدما حقق انطلاقة مثالية لحملة الدفاع عن لقب الدوري الإنكليزي الممتاز حيث فاز رجال المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا بجميع مبارياتهم الخمس حتى الآن، آخرها على أرض وست هام 3-1.

وستكون مواجهة اليوم الأولى بين سيتي والنجم الأحمر، المتوّج بلقب المسابقة موسم 1990- 1991 على حساب مرسيليا الفرنسي بركلات الترجيح حين كان يدافع عن ألوان يوغوسلافيا.

ويبدو لايبزيغ الذي خسر هذا الصيف جهود مدافعه الكرواتي يوشكو غفارديول لصالح سيتي، مرشحاً كي ينال البطاقة الثانية استناداً إلى ما أظهره أخيراً، حيث استعاد توازنه محلياً بعد الخسارة الافتتاحية للدوري أمام باير ليفركوزن، وذلك بخروجه منتصراً من المراحل الثلاث التالية، مسجلاً خلالها 9 أهداف فيما اهتزت شباكه مرة واحدة فقط.

سان جيرمان يستقبل دورتموند بغياب النجوم
وفي المجموعة السادسة التي صُنّفت نارية، سيكون باريس سان جرمان في مواجهة ضيفه بوروسيا دورتموند باحثاً عن بداية مثالية لكن هذه المرة من دون العديد من نجوم المواسم الماضية، وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والإيطالي ماركو فيراتي الذين غادروه هذا الصيف للدفاع عن ألوان إنتر ميامي الأميركي والهلال السعودي والعربي القطري توالياً، أو الإسباني سيرخيو راموس الذي عاد إلى فريق بدايته إشبيلية.

وما زال نادي العاصمة يلهث خلف لقبه الأول في المسابقة، معولاً هذه المرة على ثنائية كيليان مبابي وعثمان ديمبيليه الذي سيكون في مواجهة فريق تألق في صفوفه موسم 2016- 2017 ما فتح الباب أمامه للانتقال إلى برشلونة الإسباني ثم هذا الصيف إلى سان جرمان.

ويدخل سان جرمان مواجهته الثانية مع دورتموند على صعيد دوري الأبطال، بعد أولى عام 2020 حين خرج منتصراً في الثمن النهائي (1-2 ذهاباً و2-0 إياباً)، بمعنويات مهزوزة نتيجة سقوطه الجمعة على أرضه أمام نيس 2-3 في المرحلة الخامسة من الدوري المحلي الذي بدأه أصلاً بشكل مهزوز بعد تعادله بمباراتيه الأوليين أمام لوريان (0-0) وتولوز (1-1) قبل الفوز بعدها على لنس (3-1) وليون (4-1).

ومن المؤكّد أنَّ الخسارة أو حتى التعادل سيزيد الضغط على المدرب الجديد الإسباني لويس أنريكي الذي اشتكى من مشكلات في خط وسطه بالقول: “في الوسط، واجهنا مواقف سيئة لكن مهمتي تقتضي بأن أصلح ذلك”.

وتابع أنَّ “لدي فريقاً حيث يسجّل جميع لاعبي خط الهجوم. مبابي يواصل التسجيل (ثنائية أمام نيس) وهذا في حمضه النووي”، واعداً “لكن الآخرين سيسجلون أيضاً”.

برشلونة يسعى لتفادي نكسة الموسمين الماضيين

وفي المجموعة السابعة التي تضم شاختار دانييتسك وبورتو البرتغالي، يبدو برشلونة بطل إسبانيا مرشحاً لبدء مشواره بانتصار كونه يستضيف أنتويرب البلجيكي بمعنويات مرتفعة جداً بعد الفوز الذي حققه رجال المدرب تشافي هرنانديز على ريال بيتيس 5-0 في الدوري المحلي.

ويريد النادي الكاتالوني تفادي كارثة الموسمين الماضيين حين انتهى مشواره عند دور المجموعات.

في موسم 2021- 2022، تواجد برشلونة في مجموعة تضم أيضاً فريقين من أوكرانيا والبرتغال لكنهما كانا دينامو كييف وبنفيكا، بينما خرج في 2022- 2023 خالي الوفاض من مجموعة أصعب بكثير ضمت بايرن ميونيخ الألماني وإنتر.

وتفتتح المجموعة الخامسة بمواجهة القمة بين لاتسيو الإيطالي وضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني، بينما تقام المباراة الثانية في هولندا بين فينورد روتردام وسلتيك الاسكتلندي.

نيوكاسل يأمل عودة ناجحة بين الكبار

يأمل نادي نيوكاسل يونايتد الإنكليزي أن تكون مشاركته في دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 20 عاماً مجرّد بداية بروزه على الساحة القارية، لكن عليه التعامل مع الاستحقاق كل مباراة على حدة بدءاً من العريق ميلان الفائز باللقب سبع مرات.

أمضى نيوكاسل خلال العقدين الماضيين وقته يصارع في دوري المستوى الثاني الإنكليزي (تشامبيونشيب) أكثر من التفكير بمواجهة نخبة الأندية الأوروبية، لكنه يهدف الآن إلى السير على خطى مانشستر سيتي من خلال تحويل الدعم السعودي إلى مجد على الصعيدين المحلي والخارجي.

عندما اقتحم المراكز الأربعة الأولى في الدوري الممتاز في أول موسم كامل له منذ انتقال 80 بالمئة من ملكيته إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بدا مشروع نيوكاسل متسارعاً أكثر مما كان متوقعاً.

ومقارنة بالإنفاق السعودي الهائل هذا الصيف من أجل استقطاب نجوم العيار الثقيل إلى الدوري المحلي، بدا نيوكاسل متحفظاً في سوق الانتقالات بسبب ضغوط الالتزام باللعب المالي النظيف.

واكتفى نيوكاسل هذا الصيف بالمركز السابع فقط من حيث ترتيب الأندية الإنكليزية الأكثر إنفاقاً في سوق الانتقالات الصيفية، وانحصرت صفقاته بضم هارفي بارنز وتينو ليفرامنتو من ليستر سيتي الهابط إلى المستوى الإنكليزي الثاني وساوثهامبتون توالياً، والإيطالي ساندرو تونالي من ميلان.

كان انتقال تونالي من العريق ميلان إلى فريق لم يشارك في دور المجموعات لمسابقة دوري الأبطال منذ موسم 2002- 2003 (خرج من الدور التمهيدي خلال موسم 2003- 2004)، دليلاً على التحول الحاصل في الكرة العالمية حيث لم يتمكن النادي اللومباردي من مقاومة القوة المالية للدوري الممتاز حتى بعد وصوله إلى نصف نهائي المسابقة القارية الموسم الماضي.

ومن المتوقع أن يعود لاعب الوسط الدولي إلى تشكيلة هاو الأساسية في مواجهة فريقه السابق، وذلك بعدما غاب عن الفوز على برنتفورد حيث بقي على مقاعد البدلاء بسبب إصابة طفيفة تعرض لها أثناء مشاركته مع منتخب بلاده في تصفيات كأس أوروبا 2024.

ويدرك الفريقان الحاجة إلى بداية جيدة في المجموعة السادسة لاسيما أنها تضم باريس سان جرمان الفرنسي وبوروسيا دورتموند الألماني، ما يجعلها المجموعة الأصعب لهذا الموسم.





المصدر: السومرية نيوز