في مشهد يكشف حجم التراجع في أخلاقيات الخطاب السياسي ، وجّه أحد أعضاء مجلس النواب اتهاما صادما لشركة نفط ذي قار ومديرها العام ، بلغ حد نعت العاملين فيها بالإرهابيين والدواعش ، متجاوزا كل الأعراف القانونية ، والمهنية ، والوطنية .

إنها ليست مجرد زلّة لسان ، بل إهانة مباشرة لآلاف العراقيين الشرفاء ، الذين يعملون في هذا القطاع الحساس ، والذين لم يُعرف عنهم سوى التفاني في خدمة الاقتصاد الوطني ، تحت حرّ شمس الجنوب ولهيب الضغوط .

والمفارقة الأوضح أن الاتهام طال إدارةً جديدة لم يمضِ على تسلّمها سوى أشهر قليلة ، في حين أن مزاعم (تعطيل المشاريع) تعود إلى عامين؟! وهو تضليل لم يصمد أمام شهادة رسمية من عضو لجنة المنافع الاجتماعية في مجلس محافظة ذي قار الدكتور أحمد غني الخفاجي ، الذي نفى أي مسؤولية على الشركة ، وأعاد الأمر إلى الجهات المختصة .

لكن القضية أعمق من مجرد تفنيد ، القضية أن المهندس سعيد زغير شلاگة ، المدير العام الحالي ، هو رجل لا يساوم ، ولا يهادن ، ولا يفتح الأبواب للفوضى جاء إلى المنصب بخبرة ميدانية وشخصية نقية من المساومات ، فقرّر أن يعيد الهيبة للشركة ، والاعتبار لمبدأ الدولة ، والعمل ضمن القانون فقط . في عهده ، ارتفع الإنتاج لأوج عطائه وتحقق استقرار نادر في البنية الفنية والإدارية للشركة ورفض الرضوخ للضغوط ، أو تسخير إمكانيات الدولة للمحاباة أو المجاملة .

هذا ما أرعب خصوم النجاح ، وأزعج من اعتادوا على تمرير مصالحهم على حساب الوطن .

واليوم ، أمام هذا الهجوم السافر ، نقول للمهندس سعيد زغير شلاگة : ” لا تتراجع ولا تصغِ للأصوات النشاز “ فحين يُحارب الشريف ، تكون بوصلته صحيحة .

سر بثباتك ، فإن خلفك جدارًا من الثقة ، ومحبة الناس ، وتاريخاً مهنيّاً لا يُشترى ولا يُقايض .

ونحن على يقين أن المؤسسات لا تبنى بالشعارات ، بل بمَن يشبهك .

📲
تابع قناة أخبار الناصرية على تلغرام
تصلك الأخبار العاجلة والمواد الحصرية مباشرة على هاتفك.