في سجن الناصرية الإصلاحي ، سجينات بمختلف الجرائم ، ضحايا بثوب جلاد
Thu, 10 Nov 2011 الساعة : 10:12

وكالات:
تكمن الكثير من القصص خلف أسوار عالية لنساء يحكين لنا معاناة السجن وخوفهن من النبذ الاجتماعي بعد قضاء محكومياتهن .وأخريات ينتظرن مراسيم النقل للعالم الأخر .
"وكالة ذي قار للإنباء " دخلت في بطن سجن الناصرية لتروي حكاية "مجرمات وضحايا في أن واحد " .
تقبع خلف قضبان السجن أكثر من 40 أمرآة من بين 450 نزيل يضم السجن ، محكومات بمختلف الجرائم تمتد من السرقة البسيطة وصولاً الى القتل وغيرها من الجرائم الأخرى .
حاولنا الاقتراب من الأسباب التي تدفع "حواء " الى الولوج في عالم الإجرام ، السجينة الأولى (أ.ع ) من البصرة التي تقضي حكماً لمدة 15 عاماً هي وزوجها بتهمة سرقة سيارة ، تحدثت بألم وحسرة وانكسار تقول " أي شيء لا يعدل الحرية ؛ ادفع من عمري ثمن خطأ غيري ".
تقول "أتهمنا بالاشتراك مع جماعة مسلحة إنا وزوجي والقي القبض علينا في عام 2007م وحكمنا أربع أعوام لكل منا ، لكن محكمة التمييز شددت الحكم الى خمسة عشر عاماً " وتضيف "لدي ثلاث أطفال يعيشون في ملجأ حكومي منذ خمسة أعوام ".
وتتساءل " ما لون الحياة خلف هذه الجدران العالية ، وصرير أبواب "الزنانين" الموحشة ؟".
ضبطت زوجها متلبساً بجرمه ..فنفذت حكمها
(ج .أ) في الثلاثينات من عمرها من العاصمة ، كانت تقف وسط مشغل الخياطة ، تقدمنا لسؤالها عن سبب وجودها في السجن ، فاجأتنا "أنها محكومة بخمسة عشر عاماً " والسبب كما تقول "أنها قتلت زوجها بسبب خيانته " وتضيف " لم احتمل تصرفه هذا وفي لحظة غضب اندفعت نحو سكين حاد لأغرسه في عنقه وأرديته قتيلاً في الحال ".
تعيش أعوامها بأنتظار انحسار عقد الثلاثينات من العمر لتخرج في نهاية عقدها الرابع من شرنقة السجن الى فضاء الحرية.
فيما تقضي (ر.س) وهي في مطلع عقدها الثاني حكماً لثلاث أعوام بسبب شهادتها الخاطئة كما تقول في إعقاب مقتل والدتها في ظروف غامضة ، وهي تنتظر أن تنتهي مدة سجنها ولكنها متخوفة جداً من مرحلة ما بعد السجن .
تهمة القتل هي الأخرى من أتت بـ(ج. خ .ر) الى السجن ، تروي الحكاية التي كلفتها ثلاث أعوام من عمرها ، تقول (ج) حدثت جريمة قتل في منطقتنا ؛ واتهمت مع زوجي بارتكابها ؛ ونتيجة لأساليب الضغط التي مورست معي إثناء التحقيق اضطررت الى الاعتراف كذباً بجريمة لم اقترفها ، لكنني أنكرتها في المحكمة ، لكن القضاء اصدر حكماً علي لمدة ثلاث أعوام بسبب الأقوال الكاذبة وتظليل العدالة .!.
فيما لم تتمالك (ش.ن ) دموعها وهي تتحدث عن سنوات الاعتقال الطويلة التي قضت منها ستة أعوام وتنتظر تسعة أخرى ، تقول أنها ضحية نشأت يتيمة واضطرتها الظروف لامتهان التسول ؛ لكنها اتهمت بالمخدرات بناءً على وشاية أحد أقاربها ، تقول في بداية اعتقالي تم الحكم علي بالإعدام ، لكن محكمة التمييز خفتت الحكم الى خمسة عشر عاماً .
تذكرت صغيرها المشرد فانهالت الدموع ، سألناها عن أمنيتها ، إجابات "أتمنى أن تصدر الحكومة عفوا عنا ، فنحن مظلومات ، أتمنى أن يسمع صوتي المسؤولين في الحكومة ".
تعليق من الوكالة :
قصص كثيرة تختبئ في ملفات المحاكم ونساء تأكل الجدران العالية سنوات أعمارهن لوقوعهن في محذور قانوني او لحظة انفلات عقلي او ظرف اجتماعي قاهر ، لكن الملاحظ أن اغلب النزيلات هن من الأميات أو أشباه الأميات اللواتي ظلمهن المجتمع وحرمتهن بعض العادات والتقاليد البالية من العيش بكرامة وعدالة وفرصة التعلم ، فاضطررن الى أن يصبحن مجرمات في نظر القانون ؛ لكنهن ضحايا في نظر العدالة ؛ وشتان ما بين قانون جامد وعدالة متحركة تأخذ كل الظروف التي تدفع المرء أن يكون في هذا الموضع .
المصدر:وكالة ذي قار للانباء