شبكة اخبار الناصرية/مرتضى حميد:
تشهد بساتين مدينة الناصرية وأراضيها الزراعية ، حملة تجريف غير مسبوقة ، بعد أن تحولت تلك البساتين إلى مجرد أراضي سكنية تباع للباحثين عن سكن رخيص ، والتي كانت تربتها الخصبة ، تمثل سلة غذاء المحافظة واحد مواردها الاقتصادية الهامة .
بساتين الناصرية والتي تنتشر على محيط المدينة أصبحت تستقطب أبناء المدينة لشرائها مقطّعة بأسعار تعد بخسة مقارنة بما آلت إليه أسعار الأراضي السكنية داخل المدينة نفسها ، كل ذلك يجري وسط صمت من قبل الجهات المختصة بالقطاع الزراعي والمعماري في المدينة .
يقول احمد عبد الواحد بنيان رئيس اتحاد رجال الأعمال العراقيين في ذي قار لشبكة اخبار الناصرية إن ظاهرة شراء الأراضي الزراعية كأراضي سكنية سببه ارتفاع أسعار الأراضي السكنية داخل مدينة الناصرية والتي وصل سعر بعضها إلى نحو نصف مليون دولار أمريكي ، وهو ما أثقل كاهل المواطن ودفعه للسكن في الأراضي الزراعية .
ودعا الحكومة المحلية إلى النظر بجدية في الموضوع وإيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ تلك البساتين ووقف عملية تجريفها .
بدوره قال صاحب احد مكاتب بيع وشراء العقارات والذي اكتفى بالإشارة إليه بـ( ابو محمد ) ، إن هناك توجه واسع نحو شراء الأراضي الزراعية بهدف السكن ، بسبب رخص أثمانها مقارنة بغيرها .
واستشهد قائلا ، إن شراء قطعة ارض وبناءها داخل الناصرية قد يكلف المواطن نحو 200 مليون دينار عراقي أو أكثر في حين لن تكلفه نفس المساحة والبناء في البساتين أكثر من 70 مليونا فقط .
ولفت إلى إن الإهمال الحكومي للقطاع الزراعي بشكل عام ، كان احد الأسباب التي دفعت ملاك البساتين إلى التفريط بها وبيعها كقطع سكنية .
إلى ذلك قال محمد الموسوي ، وهو احد ساكني البساتين ، انه اشترى منزلا بمساحة 400 متر مربع في ارض مصنفة كأرض زراعية بسعر 28 مليون دينار عراقي فقط وهي لا تبعد كثيرا عن مركز المدينة .
وبين انه سبق وان طرق أبواب الدوائر الحكومية والبلدية أكثر من مرة للحصول على قطعة ارض سكنية كونه موظف لكن دون جدوى ، ما دفعه إلى شراء ارض زراعية .
وكان رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة ذي قار قال في وقت سابق إن ظاهرة تجريف بساتين النخيل أخذت تستفحل في الآونة الأخيرة لاسيما في المناطق القريبة من مراكز المدن .
وكشف عن تحويل الكثير من البساتين في مركز المحافظة وعدد من الوحدات الإدارية التابعة للمحافظة إلى مناطق سكنية بعد قيام أصحابها ببيع أراضيها للراغبين بالسكن .
( ت ع ح )