وكالات:

عندما زار السفير الايطالي محافظة ذي قار قبل فترة تبجح بصرف أكثر من ملياري دولار أمريكي على مشاريع في المحافظة و لسنا بصدد تقييم مدى الفساد والتلاعب الذي صاحب انجاز هذه المشاريع فهذا موضوع قد يأخذ مساحة اكثر من صحيفة اسبوعية قد لا تتسع لفتح مثل هذه الملفات التي يفترض ان تتكف الحكومة ومؤسساتها التابعة لها الا انا بصدد تقييم اداء الجانب العراقي بعد استلامه لتلك المشاريع  فمهما تكن الأسباب التي دفعت منظمة إعادة أعمار العراق ال(PRT  ) إلى صرف هذه المبالغ فهي بالتالي مشاريع تصب في مصلحة المواطن ولخدمته والسؤال هنا ماذا حل بالمشاريع التي استلمت بالفعل من قبل الجهات ذات العلاقة ... البداهة تقول اننا لم نكد نستم تلك المشاريع حتى بدأت نعمل ونكد بجهد وبدون ملل لنفيد منها ولكن المؤسف هو ان معظم تلك المشاريع قد تم ركنها وإهمالها بل وعدم تشغيلها أساسا وتركت عرضة للتلف و التآكل تحت شمس جنوب العراق الحارقة ومن اهم هذه المشاريع مشروع البان الجبايش ومشروع كبس التمور واستخراج عسل التمرفي الناصرية ومشروعي مفقس الاسماك  والورشة الفنية في الغراف بالاضافة الى مشروع ماء في قرية حجام في سوق الشيوخ ومشاريع اخرى كثيرة  وكلها ضخمة استلمت ان بشكل رسمي اوعمليا وتركت دون استخدام . فمن المسؤول عن إهمال هذه المشاريع وتخريبها وحرمان المواطن من الإفادة منها ؟ فذا اكان العذر دائما من قبل المسؤلين ان الميزانية قليلة وليس لنا يد بذلك فلماذا يتم اهمال مثل تلك المشاريع اليس السبب هو سؤ التدبير من قبل المسؤلين سألنا المهندس سعيد حسين معاون مدير مركز الارشاد الزراعي حول مشروع   صيانة المعدات الزراعية و المكائن ومشروع مفقس الأسماك في الغراف فاجاب قائلا  ( لم نتمكن من تشغيل المشروعين لأسباب قانونية وليس فنية فوزارة الزراعة لا تخصص تمويل لصيانة أو تشغيل هذه المشاريع باعتبار أن المشروعين ليسا من مشاريع الوزارة ولا يدخلان ضمن خططها فالمشروعين بحاجة اولا إلى تمويل قبل الافادة منه مثلا الاستفادة من مشروع الورشة الفنية يستوجب اولا صرف اموال للمحروقات واجور موظفين للحراسة او قيادة الساحبات او باقي  الاعمال ولكن الوزارة ليس لديها قانون يسمح بتمويل مشاريع تعتبر  خدمية  كما انها تمنعنا كدائرة في الناصرية ان نمول المشروع من وارداته لان عملنا ارشادي بالتالي يمنع القانون دائرتنا من استحصال اموال لقاء الخدمات التي نقدمها للفلاح وفي الحقيقة قدمنا عدة مقترحات لمجلس المحافظة لتشريع قانون يسمح لنا بذلك وطلبوا منا استحصال موافقة وزارتنا وتم بالفعل ذلك ثم تمت أحالتنا ولأسباب روتينية إلى المحافظة وقدمنا مقترح تفصيلي إلى السيد محافظ ذي قار لغرض استلام المحافظة للمشروع ومن ثم تحويل الأموال المستحصلة لنا لكي نتمكن من تشغيل المشروعين الذين بعهدتنا ونحن  ننتظر الرد ) و حتى ذلك الحين  يبقى المشروعين قيد الإهمال ومصيرهما التلف اذا لم يتخذ رد فعل سريع ازاء ذلك .

مشروع البان الجبايش مشروع اخر نسي امره بعد استلامه وتشغيله وتجريبه بنجاح حسب ما نقل لنا المواطن فايز مطشر. الذي كان احد المشغلين والفنيين الذين شاركو في دورة تدريبية على تشغيل المشروع لكنه اهمل كغيره من المشاريع  رغم  انه مشروع طموح ويوفر (لو تم تشغيله )  منتجات الألبان بأغلب انواعها التي يتم استيرادها الان من الدول المجاورة وتتسبب باستنزاف مبالغ طائلة من العملة الصعبة بالإضافة إلى ما يمكن ان يوفره المعمل من فرص عمل لابناء محافظتنا  هم بامس الحاجة لها اما لماذا تم ترك المشروع و إهماله لم نستطع الوصول الى جواب مقنع .

مجزرة الناصرية  التي كلفت اكثر من خمسة مليار دينار  اخر المشاريع التي استلمت ويبدو انها تسير نحو النهاية التي انتهت إليها باقي المشاريع وهي الاقفال نهائيا فالمشروع متوقف  منذ استلامه قبل ثلاثة اشهر لاسباب اختلفت حولها دوائر مثل البلدية والصحة والقصابين والجزارين كنا قد تطرقنا اليها في أخبار الأسبوع في عدد سابق لكن ذلك لم يغير من الواقع فالمجزرة متوقفة او شبه متوقفة ويتم الجزر امام المحلات وسط السوق احيانا او امام باب صفاة الغنم ولنا ان نتخيل انواع الاضرار الذي يسببه هذا العمل صحيا واقتصاديا وبيئياً .

مشروع كبس التمور واستخراج عسل التمر يعاني من الاهمال منذ حوالي اكثر من عام تعرض للاهمال والترك والنسيان ايضا الاسباب تتراوح ايضا بين القوانين والتمويل وربما خلافات بين بعض الدوائر ومهما تكن الاسباب فانها لاتغير من النتيجة شئ .وهي مشاريع مهمة حيوية وكلفتنا الكثير من الاموال والوقت وتتعرض حاليا للتدمير والتخريب فهل هناك من مبرر بامكانه تغيير هذه النتيجة المؤسفة ؟ااي كان نوع المبرر هذا ؟ اذا كان عدم البناء و الاعمار يعتبر عارا ومأساة بحاجة لمأتم  فأن الطامة الكبرى أن يقدم لنا المانحين مشاريع لا نعرف كيف نفيد منها ونعمد إلى تخريبها ويبقى السؤال الذي  يبحث عن جواب من المسؤول ؟

المصدر:وكالة ذي قار للانباء