بيئة ذي قار تزمع ارسال لجنة للهند للبحث عن مصل مضاد لأفعى الناصرية

Mon, 12 Sep 2011 الساعة : 8:14

وكالات:
أعلنت بيئة ذي قار، الاحد، عن سعيها لارسال لجنة للهند لإيجاد مصل مضاد لسم أفعى سيد دخيل بعد فشل المصول المستعملة بمعالجة المصابين بلدغتها، فيما اشر محللون عجزا علميا للدوائر المختصة مع بدء السكان بهجر المنطقة من اجل سلامتهم.
وقال مدير البيئة راجي نعيمة منشد لوكالة (أصوات العراق)اليوم، "قدمنا مقترحا لوزارة البيئة لإيفاد لجنة الى مركز السموم المختص بالافاعي بالهند الذي ابدى استعداده لإيجاد مصل للدغة الافعى في حال جلبها او الحصول على سمها"،مضيفا إن "اللجنة ستتكون من اساتذة بجامعة ذي قار والمجلس البلدي وعضو مجلس المحافظة بالإضافة لمديرية البيئة".
وأكد على إن الايام الاخيرة شهدت ازديادعدد المتعرضين للدغة افعى ناحية سيد دخيل "ولدينا حاليا بمستشفى الحسين بالناصرية ثلاث حالات للدغات الافعى وجربنا عليها المصول المجهزة من وزارة الصحة ولم تعط نتائج ايجابية حتى الان".
وعن اسباب انتشار هذه الافاعي أجاب"الافعى بدات تصل الى الناصرية عن طريق التراب المستخدم للردم والبناء من اطراف ناحية سيد دخيل، والجفاف الذي ضرب المنطقة وادى الى انخفاض مستوى الزراعة مما قلل من الاسمدة والمبيدات المستعملة التي كانت تقتل الافعى وتقلل من تكاثرها كما ان هنالك خللا بيئيا حدث نتيجة قلة المياة بغياب الاعداء الطبيعيين للافاعي من الطيور الجارحة والمهاجرة التي غيرت مسارات هجرتها الى اماكن اخرى".
فيما دعا سكان المنطقة الى ايجاد حل للسبب الرئيس لظهور الافاعي وهو شحة المياه.
وقال محسن الياسري لـ(أصوات العراق) ان "ظهور الافاعي يعد شيا ثانويا لمصيبة حلت على ناحية سيد دخيل التي كانت منطقة زراعية مزدهرة، ولكن جفاف نهر آل ابراهيم بسبب تجاوز المناطق التي تقع شمالنا دون رادع أدى الى جفاف النهر، مضيفا " وصرنا نأتي بالمياه لنا ولحيواناتنا عن طريق شرائها من المناطق الحضرية وهو امر غريب لايقبله مخلص رغم ان وزارة الموارد المائية تسعى الى ايجاد حل عبر تبطين نهر آل ابراهيم لتقليل الهدر منه الا انها لم تنتبه الى ان معظم السكان بداوا بالهجرة الى النجف وكربلاء للعمل كفلاحين هنالك كما ان الثروة الحيوانية هلكت  بالمنطقة وحتى الارض لن تعود بعد سنوات الجفاف الى حالتها الاولى لان المشروع يستغرق عدة سنين".
واوضح ان "هنالك خشية لدى الاهالي من الافاعي التي لايوجد مصل لها رغم اننا قبل عام2003 كنا نجد لها علاجا بالمستشفيات".
 وكان وفد من وزارة الصحة العراقية قد زار ناحية سيد دخيل وتوقع ان خزن المصل ادى الى فقدانه الفعالية المطلوبة.

وقال ثائر سليم سلمان مدير شعبة التحصين بوزارة الصحه لـ(أصوات العراق)" أن المصول المضاده لسم الأفاعي من نوع( اكيس)  متوفر في المستشفى، والمصل الجديد المزود لصحة ذي قار اسمه ( فافريت ) فرنسي المنشأ ويعمل بشكل جيد ونحن ناخذ باحتمالية ان يكون هناك عائله جديدة من الأفاعي لا يعمل عليها هذا المصل، فضلا عن احتمالية وجود خطا في طريقة خزن المصل لذلك سحبنا عينات منه لاجراء الفحص عليها في بغداد".
 
محلل سياسي اعتبر ان اثارة قضية الافعى هي للتغطية على مشكلة اكبر تعجز الحكومة المحلية عن حلها.
وقال صلاح غني الحصيني لـ(أصوات العراق) ان "مشكلة افعى سيد دخيل تم تضخيمها اعلاميا للتغطية على العجز الحكومي بمعالجة كارثة الجفاف التي تمر بها المنطقة وأدت لهجرة سكانها منها بسبب عدم وجود مياه للشرب وليس للزراعة فقط، دون ان تبذل الحكومة أي جهد لانقاذهم".
واضاف ان "مشكلة الافعى لو حدثت باي بلد لوجدت ان حلها بسيط لايستحق حتى الاشارة له لكننا للأسف نفتقد أي مختبرات او باحثين  حقيقيين رغم ان المحافظة تضم جامعة الا انها فاقدة لاي نشاط علمي او بحثي يخدم المجتمع  والعاملين فيها مجرد موظفين ينتظرون انتهاء الشهر لاستلام رواتبهم دون تقديم خدمة نافعة  فهي اصبحت عالة على المحافظة بدل ان تكون سببا لتطورها والدليل ان المسؤولين بالمحافظة لم يستطيعوا تسمية الافعى التي يتحدثون عن اوصافها التي تنطبق على اكثر من نوع ولايمكن ايجاد مصل للشفاء بهذه الطريقة".

الاوصاف التي ذكرها السكان المحللون للافعى تنطبق على نوعين من الافاعي هما أفعى الطفى المنشارية( Echis carinatus )
 وهي من الأفاعى السامة التي تمتاز ببوز قصير ومستدير ورأسها المثلث مغطى بحراشف صغيرة وعليه شكل يشبه السهم ويميز الرأس قد يصل طول الأفعى البالغة الى 720 ملم .
وتكثر في البيئات الرملية المغطاة ببعض الأعشاب والحشائش غسقية المعيشة وتتغذى علي الفئران والطيور والسحالي والضفادع والعقارب والديدان.
وقد تسبح في الماء وتتحرك أحيانا بحركة جانبية كالأفعى المقرنة الا أنها قد تتحرك بطريقة ثعبانية مثل باقي الثعابين الأخرى وتعد من أخطر الأفاعى فسمها فعال وقد يتناثر رذاذ أذا بقيت هذه الأفعى مدة طويلة دون أن تفرغه في فريسه وهي سريعة الحركة واذا ما هوجمت فانها تعض أكثر من مرة وبسرعة متناهية وتعتبر من أشد أعداء الانسان ولها ضحايا كثيرون في بقاع العالم وسمها يهاجم الجهاز الدموي بالجسم وتبلغ كمية السم القاتلة للانسان نحو 3 الى 5 ملجم.
والافعى الاخرى هي حية السجاد الشرقي ( Echis coloratus)
وهي أفعى سامة جداً صغيرة الحجم لها نابان ابريان متحركان يستقران في سقف الفلك العلوي ، الرأس صغير ومميز عن العنق وعلى التاج شبه الصليب وهو يميز افراد هذا الجنس من الأفاعي اللون بيئي محمر يشبه لون البيئة الصخرية التي تعيش بها هذه الأفعى، الجسم غليظ وعليه بقع فاتحة اللون تشبه الأشكال الهندسية للسجاد الشرقي ولهذا فأنها تسمى أحيانا بأفعى السجاد الشرقي، الذيل صغير وهو في الذكور أطول منه في الأناث وقد يصل طول الأفعى 75 سم تنتشر في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وسومطرة وشرق مصر.
وتستوطن هذه الأفعى البيئات الصحراوية غسقية المعيشة وتتغذى على الفئران والسحالي والعقارب
تعتبر من أخطر الأفاعي..لها طبائع الأفعى السابقة نفسها وقد تقذف رذاذ السم إذا ما حوصرت وتبلغ كمية السم للأنسان 3-5ملجم.
وتسببت افعى سيد دخيل بنحو 150 لدغة وتوفي منها نحو 40 شخصا منذ عام  2003وحتى الان.
وتقع ناحية سيد دخيل على بعد 15 كم جنوب شرق مدينة الناصرية ،380كم جنوب العاصمة بغداد، وتقدر مساحتها بـ(220) ألف دونم، وتتبعها 75 قرية.
ويقدرعدد سكان الناحية بـ87الف نسمة 75 بالمئة منهم يمتهنون الزراعة.

المصدر:اصوات العراق

Share |