العصابات المنظمة وعدم واقعية الحلول تفشل مساعي مكافحة التسول
Wed, 11 May 2011 الساعة : 18:19

وكالات:
اعلن مسؤولون في ذي قار، الثلاثاء، ان جهودهم لمكافحة التسول بالمحافظة فشلت بسبب عدم واقعية الحلول المطروحة وانعدام السند القانوني الحازم،فيما اشار مختصون ومواطنون ان "عصابات منظمة" تحول دون ذلك.
وقال رئيس اللجنة المسؤولة عن مكافحة التسول والنائب الاول لمحافظ ذي قار حسن لعيوس لوكالة (اصوات العراق)"حاولنا اتباع اساليب الترغيب والترهيب لحل مشكلة المتسولين التي لها مخاطر متعددة على المجتمع وحتى بالجانب الامني لان هنالك جهات قد تجندهم لأعمالها الارهابية او المراقبة ولكن الاستجابة لمطالبنا من قبل الحكومة المركزية لم تكن بالمستوى المطلوب والضوابط التي يضعونها خيالية وتتنافى مع الواقع الحالي ولا تتعامل مع حاجات الارض ونحن نعلم انها لا تجدي نفعا ".
واضاف"ان شمول المتسولين الذين يقسمون الى اصحاب حاجة حقيقية وممتهنين ببرنامج الرعايا الاجتماعيه يواجه صعوبات ولا يمكن الحديث عن نجاح في الحد من ظاهرة التسول بالمحافظة لان عدد المتسولين يزداد مع تناقص الذين يوافقون على استلام رواتب شهرية مع امتناعهم عن التسول حيث تناقص عددهم من 90 متسولا الى اقل من ذلك بكثير لان عائداتهم اليومية من التسول اكبر حيث تتراوح بين 50 الى 90 الف دينار يوميا (41.$الى 75$) بينما الدولة تمنحهم كل 3 اشهر 225 الف دينار(187,5 $) ".
وتابع قائلا "كما ان الاجراءات القانونية ضدهم غير نافعة لانها تعمل على اخراج المتسول بعد حجزه بكفالة ليعود الى الشارع مجددا ويجب ايجاد حلول واقعية يسندها قانون واضح لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة والضارة بالمجتمع".
سائق سيارة كان يخصصها لنقل متسولات الى اماكن "عملهن" دعا الى ايجاد حل لهن قبل ان تنتشر ظاهرتهن.
وقال محمد رضا لوكالة (اصوات العراق)"حصلت عن طريق صديق لي على عائلة تريد نقلها من الشطرة(45 كم شمالي الناصرية) الى مركز المحافظة وتبين انهن مجموعة من النساء بينهن بنت صغيرة معوقة على كرسي بعجلات ومعهن اطفال بمختلف الاعمار وخلال الطريق عرفت انهن متسولات ولهن جدول واماكن محددة لوقوفهن بحسب ترتيب مع رجل يحمل لقب - الشيخ - يتولى امرهن والاغرب ان البنت المعوقة شاهدتها تدفع كرسيها وهي تمشي بصورة طبيعية بعد نزولهن بالناصرية ".
واضاف "ليس من عادتي سؤال الركاب عن احوالهم الا ان كلامهن البذيء وعدم الاحترام بينهن اجبرني على سؤالهن عن وجهتهن الحقيقية بعد ان اخبرنني بالبداية بوجود عزاء لأحدى أقاربهن بالناصرية وتطوعت احداهن وكانت مغطاة الوجه واليدين وبينت ان لا صلة قرابة تربطهن مع بعض وهن متسولات وسألتني عن امكانية تأجيري لنقلهن باستمرار وتعاملت معهن عدة مرات ورفضت بعدها لأنني خفت من سلوكهن ".
واشار الى ان "هذا عمل منظم يعمل به عدد كبير ويتخذونه مصدر رزق وليس كل شخص محتاج يمكنه التسول ببعض الاماكن بالناصرية بحسب ما اخبرني به".
هيفاء نسيم العطواني عضوة لجنة المراة والطفل بمجلس النواب قالت لوكالة(اصوات العراق) إن "المتسولين مشكلة كبيرة ويتخذها اغلبية منهم مهنة وليست لسد الحاجة وقسم منهم يتبعون اساليب فنية منها تخدير الاطفال ونحن في طور السعي لوضع تشريع وقوانين جزائية تعالج هذه المشكلة التي هي بتزايد رغم الجهود المبذولة لان هنالك عصابات متخصصة تسيرها".
رئيسة لجنة المرأة والطفل بمجلس المحافظة منى الصافي قالت لوكالة (اصوات العراق) إن "عددالمتسولين غير محدد لكنه يتزايد والسند القانوني قديم والغرامة قليلة لاتتناسب مع خطورة التصرف ولاتمكننا من اجراء حملة لمكافحة التسول التي يجب ان تكون من خلال علاج شامل وليس اجراءات صورية وبعض الاماكن بحسب مااخبرتنا به الشرطة يضم اوكارا من محافظات اخرى".
المتسولون، ومعظمهم من النساء، ينتشرون بالشوارع التجارية والتقاطعات الرئيسية مما يشكل خطرا على حياتهم ويمكن رصد تزايد اعدادهم عند نشاط السوق في ايام توزيع الرواتب او العطل الرسمية.
وتقع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار على بعد 380 كم جنوبي العاصمة بغداد.
المصدر:اصوات العراق