تعرّف على جثمان صبيه الوحيد من ملابس العيد ، أب مفجوع يروي مواجع عيد الناصرية

Tue, 13 Aug 2013 الساعة : 11:10

شبكة اخبار الناصرية/علاء حسين - زمن الشيخلي:
كاد يغادر غرفة الموتى في دائرة الطب العدلي في الناصرية ، وهو لم يجد بعد صبيه الوحيد الذي يبحث عنه منذ لحظة انفجار السيارة المفخخة الأولى ، غير إن احد الموظفين هناك دعاه ليتأكد من جثمان مشوه لصبي صغير ، وما هي إلا لحظات حتى تعرف الأب المفجوع على وحيده من ملابس العيد الجديدة التي يرتديها الضحية .
تلك حكاية من مجموع حكايا استمعت لها شبكة اخبار الناصرية ، عن المواجع التي خلفتها سيارات الموت المفخخة التي استهدفت الناصرية ثاني أيام عيد الفطر المبارك .
وفي التفاصيل يروي فلاح حسن والد الضحية ، وهو من سكنة الإدارة المحلية ، انه حالما دوى انفجار السيارة المفخخة الأولى قبل آذان المغرب بقليل ، حتى دب القلق والخوف في قلبه ، وأصيبت زوجته بحالة من الذعر وهي تصرخ ( ابني مات ابني مات ) .
ويضيف ، انه ابنهم الوحيد لأربع شقيقات ، صبي في مرحلة الثاني متوسط ، وكان غادر مع أقرانه للاحتفال بالعيد في مكان قريب من منزلهم .
وأشار الأب إلى انه توجه على الفور إلى مكان الانفجار بحثا عن الصبي ولم يعثر عليه هناك غير انه شاهد سيارات الإسعاف وهي تنقل الضحايا إلى المستشفيات ، دون أن يخطر بباله إن ابنه قد يكون بينهم .
وأضاف انه تلقى بعد ذلك اتصالا من احد أقاربه ينصحه بان يبحث عنه في المستشفى ، وقد توجه بالفعل إلى مستشفى الحسين التعليمي وبحث في جناح الطوارئ الذي كان مزدحما حينها بالمصابين ولم يعثر عليه .
وتابع ، ذهبت بعد ذلك إلى دائرة الطب العدلي في المستشفى ، وهناك وجدت أشلاء ممزقة يعلوها جثة صبي مشوه المعالم من شدة الانفجار ، لم أتمكن من التعرف عليه لبشاعة وهول المشهد ، واخبرتهم انه ليس ولدي .
واضاف ، كنت اهم بالخروج حين طلب مني احد الموظفين بان اتاكد من ملابس الصبي الشهيد ما دمت لم اتعرف على وجهه ، وحينها اكتشفت انه البنطلون الحني ذاته الذي اشتريته لابني قبل العيد ، وذات الحزام وذات القميص .
وهنا انهار الرجل باكيا وهو يكمل سرد وجعه لمراسل الشبكة ، نعم انه ولدي الوحيد المدلل ، لا استطيع ان اصف لك شعوري وانى ارى اليوم دراجته الهوائية في باحة الدار والتي كانت اخر هداياي اليه ، لا استطيع ان اصف لك حال امه التي فقدت وعيها وتحطمت نفسيا ، كل شيء يذكرنا به وبمصيبتنا الكبرى .
حكاية الاب المفجوع هذه اشعرتنا ان الكثير من الحكايا الاخرى كانت هينة مقارنة بقصة الحزن المكتملة المواجع هذه .
ضحية اخر يبلغ من العمر 33 عاما ، تحدث من على سرير المستشفى قائلا ، ان الانفجار وقع على مقربة من محل بيع الماكولات الذي يعمل فيه ، وقد تسبب باستشهاد اثنين من زملاء في العمل في حين كسرت ساقه هو .
وتسائل ، كيف لي ان اعيل زوجتي واطفالي الخمسة بعد اليوم وقد كسرت ساقي وانتشرت الشظايا في جسدي .
صبي اخر من ناحية البطحاء تصادف وجوده في الناصرية ثاني ايام العيد ، قال انه كان بالقرب من المخبز حين دوى الانفجار الثاني وانهارت على راسه المسقفات الخارجية ، ولم يشعر بعدها الا والدماء تغطي وجهه ويديه.
جريح اخر قال انه يعمل حارس بناية في مكان قريب من الانفجار الاول ، وقد تعرض الى اصابات في الفخذ والساق ، معربا قلقه على رزق اسرته بعد ان اصيب معيلها الوحيد .
حكايا الالم والحزن هذه ما هي الا جزء من 70 حكاية اخرى لـ70 شهيدا وجريحا سقطوا في الناصرية ثاني ايام العيد على يد خوارج العصر من تنظيم القاعدة الارهابي ، والذي اعلن صراحة وقوفه ورائها .
وقالت القاعدة في بيان انها ستجعل من وصفتهم بالروافض يدفعون ثمنا غاليا و لن يحلموا بالأمن في ليل أو نهار في عيد أو غيره ، حتى تتوقف الحكومة العراقية عن حملة ( ثار الشهداء ) التي تنفذها في محيط بغداد .
( ت ع ح )

 

تعرّف على جثمان صبيه الوحيد من ملابس العيد ، أب مفجوع يروي مواجع عيد الناصرية
Share |