شبكة اخبار الناصرية/زمن الشيخلي:
باشرت إحدى محاكم محافظة ذي قار التحقيق بوفاة طفل مسموما بمادة الثاليوم النادرة ، والتي كانت تستخدم من قبل مخابرات النظام الصدامي البائد لتصفية المعارضين السياسيين.
وقال رئيس المجلس البلدي في ناحية الفهود شرق الناصرية صفاء الجابري لشبكة اخبار الناصرية ان طفلا من أبناء الناحية في الـ 14 من العمر فارق الحياة بعد ثمانية أيام من انتكاسة صحية مفاجئة وغريبة تبين لاحقا أن سببها تعاطيه لهذا السم.
ولفت الى ان ذوي الطفل فوجئوا بتردي سريع لحالة ابنهم الصحية فحاولوا بداية الامر معالجته في مستشفيات المحافظة حيث كشفت الفحوصات إصابته بارتخاء بالأعصاب المحيطية ما اضطرهم إلى نقله الى مستشفى مدينة الطب في بغداد  .
وأوضح ان المستشفى شكل على الفور لجنة طبية لفحص الطفل وتحليل عينات من دمه وبوله في مختبر السموم الرئيس في بغداد .
وأشار إلى ان نتائج التحاليل الطبية كشفت عن وجود سم الثاليوم في دم الطفل الضحية ، وهو من السموم النادرة في العراق ولا يوجد له مضاد الا في عدد من الدول ولا يتم نقله الا بموافقات دولية .
وأوضح ان الشرطة فتحت اثر ذلك تحقيقا لمعرفة ملابسات القضية وحاولت استنطاق الفتى قبل وفاته لمعرفة كيفية وصول السم إليه ، غير إنها عجزت لأنه كان فاقدا للوعي منذ اول يوم من الإصابة  وحتى وفاته بعد ثمانية ايام.
ولفت إلى ان الشرطة حققت بعد ذلك مع ذوي الضحية ، قبل ان تحيل القضية بكاملها الى محكمة قضاء الجبايش وفقا للتخصص المكاني .
وأشار الى ان الإدارة المحلية في القضاء مهتمة بالتحقيق في القضية لان الأطباء اكدوا ان دخول السم الى جسم الضحية كان بفعل فاعل  .
يذكر ان سم الثاليوم من السموم النادرة في العراق وطبقا للوثائق والشهادات الأرشيفية فقد استخدمه النظام الصدامي البائد وأجهزته القمعية في تصفية العديد من المعارضيين السياسيين ابان حقبة البعث المظلمة.
(ت ع ح)