قصبة الخميسية اليوم بحاجة الى أبسط الخدمات

Thu, 21 Jul 2011 الساعة : 9:08

وكالات:

يعود تأسيس امارة "الخميسية " إلى القرن التاسع عشر بعد ان قررت السلطة العثمانية اتخاذ اجراءات احترازية  لمواجهة الخطر البريطاني من خلال تاسيس إمارات عربية في الجنوب العراقي وشمال نجد وعلى مشارف الخليج، فأسست هذه الإمارة التاريخية التي كان اسمها "العسرة" 25 كم جنوب مدينة سوق الشيوخ وهي تتبع حاليا إلى ناحية الفضلية . أسسها الشيخ عبد الله الخميس عام 1881 وسميت باسمه وكانت في تلك الفترة ذات نفوذ كبير كونها من المناطق التجارية المهمة الواقعة على طريق القوافل القادمة من بادية الحجاز وبادية العراق، اذ كان يحيطها سور كبير يجعل القوافل تأخذ دورها تباعا للدخول اليها والتزود بالحنطة والشعير والتمر والشلب، فيما يشتري أهالي الخميسية السلاح بأنواعه من القوافل". ملتقى تجارة الصحراء
يقول الشيخ توفيق عبد الله الخميس متحدثا عن الامارة التي اسسها والده المتوفى العام 1909"كانت الخميسية ملتقى للقوافل في تلك الفترة، وكان أبناء القرى المحيطة بها يؤجرون حميرهم لنقل البضائع من والى القوافل ويطلق عليهم الحمارة، وكانت مدينة تجارية كبيرة، اذ تم بناء جامع يتميز بمئذنته العالية – آثارها باقية- وكان صوت المؤذن علي الفريج يسمع من قبل أهالي منطقة الفضلية التي تبعد عن منطقة الخميسية نحو 5 كم".
واضاف " ان منطقة الخميسية زاد شأنها وقدرها لان الحكومة في تلك الفترة نظرت اليها بامعان واتقان لحسن موقعها وان العشائر المحيطة بها قطعت التردد من سائر المدن واخذت تختلف عليها من جهة نجد والزبير والبصرة والكويت وسائر المدن الاخرى، وان عبد الله بن خميس لم يختارها الا بعد ان غرق سوق الشيوخ وجعلها قريبة من الهور والبر، بحيث كانت مكانا صالحا لجميع  ابناء البادية والمتحضرين بين البصرة والكويت،وبين بادية العراق وعشائر نجد والمنتفق في وقت لم تكن هناك رسوم ولاضرائب ولاجبايات على التجارة".

بنت الشمالي
وعن بناء منطقة الخميسية يقول توفيق الخميس " بعد غرق مدينة سوق الشيوخ العام 1880 ذهب عبد الله الخميس يبحث عن موقع لتأسيس مدينة جديدة واخذ معه البسي النجدي والد محمد المطلق المعروف في سوق الشيوخ بصلاحه واستقامة سيرته والتاجرة المعروفة  هيلة الشمالي أو بنت الشمالي وهي امرأة مسنة صالحة تتعاطى التجارة بنفسها وتعتمر العقال فوق خمارها فوقع اختارهم  على هذا الموقع ،وتناول عبدالله الخميس قصبة وحدد بها مكانا للمسجد وللمدرسة الدينية ثم اخذ يحدد ويسمى المناطق وكأنه أراد أن يجعلها مثالا لسوق الشيوخ وفضلها ان تكون على حافة الهور فوق سهل منبسط منحدر تحت مرتفع من الأتربة وسلاسل الكثبان والربوات يمتد على طول حافة  هورالسناف".

وثائق لؤلؤة البرية
وتابع ان والده كأمير كانت له مراسلات مع امراء العرب في نجد والحجاز والبصرة وبغداد ومن اهمها، التي يحتفظ بها تلك التي أرسلها الملك عبد العزيز آل سعود إلى الخميس ومضمونها أن رجلا اسمه(سعيد  البعير) هو من رعايا الملك عبد العزيز يطالب بشيء له عند ابن حزيم ويطلب الملك عبد العزيز من ابن خميس أن يأخذ حقه من ابن خزيم، والوثيقة تدل على عدم تسليم الخميس للدخيل حتى ولو كان هاربا،  كما أن هناك وثيقة أخرى من حاكم الكويت احمد بن جابر الصباح، الذي أرسل إلى حمد بن خميس وهو يخاطبه بعبارات تدل على الاحترام، كما أن هناك وثيقة أخرى و مداينة بين عبد العزيز بن خميس وبين محمد بن رشيد الحميضي وهي بخط محمد العبد العزيز بن سويلم التي تضمنت دينا مقداره( 1200 ) "وزنة" من التمر مايعادل 1800كغم وستين ريالا فراسنة ونصت الوثيقة على رهن بعض الاملاك مقابل الدين".
واضاف "ان الخميسية كانت مأوى لاهالي نجد خلال ايام الحروب التي نشبت بين ابن رشيد وابن الصباح من جهة وبين ال ابا الخيل وابن سعود وال سليم من جهة اخرى واطلق عليها اسم " لؤلؤة البرية".

مواقع آثارية
وتنتشر في منطقة الخميسية عدد من المواقع الاثارية والتلول التي تحكي سنوات بعيدة مضت.
 يقول الاثاري الدكتور عبد الأمير الحمداني "كانت منطقة الخميسية واحدة من مقرات الامارة السعدونية في زمن الدولة العثمانية ، يقع في شرقها قصر ثامر بك السعدون  بجوار مجرى نهر الفرات القديم( كري سعدة) والذي كان بمثابة مكان لإدارة الأمارة ومركز لتبادل السلع والبضائع ،وتوجد العديد من المواقع الأثرية منها أيشان قصر ثامر السعدون ويعود إلى العصر البابلي القديم 1894-1595 ق.م وتل الجديدة ويعود إلى عصر فجر السلالات السومرية 3000-2400ق.م  ،واستمر السكن فيه إلى العصر العباسي وكذلك تلول الكرطة والطبطبة وأبو عليات والأدهم وهي تلال سومرية وبابلية  وتلول الهيصانة وأم الودع والجفر وهي تلول عباسية مندثرة ويقع تل اللحم إلى الغرب منها، حيث أن المنطقة كانت جزءا من دويلة-مدينة أور ثم مقرا لسلالة القطر البحري التي حكمت المنطقة بعد عصر حمو رابي ويعد تل أم البطوش وأبو صلابيخ من المواقع المهمة في عصر سلالة أور الثالثة 2113-2006 ق.م .

مدرسة عمرها 90 عاما
 مدير ناحية الفضلية حبيب الموسوي اوضح أن" منطقة الخميسية" يبلغ سكانها نحو 1500 نسمة  تضم منطقة السحالات والطويرات و يعمل غالبيتهم  بالزراعة وتربية الحيوانات وتوجد فيها  مدرسة واحدة أسست عام 1924  ينتظم فيها منذ التأسيس ولغاية الآن 50 طالبا  ولم تشملها يد الأعمار ومستوصف صحي تأسس العام  1944ويربط المنطقة بقضاء سوق الشيوخ  طريق من السبيس يبلغ طوله نحو 24 كم  تم تعديله وفرش عام 2007.
 وبين الموسوي انه "تم تنفيذ مد خط ناقل للكهرباء بطول 10 كم وهو من الضغط العالي ومجمع ماء بسعة 50م3 / ساعة ضمن ميزانية تنمية انعاش الاهوار لعام 2010، فضلا عن تبديل المحولات الكهربائية في المنطقة"، لافتا إلى أن هناك مشاريع رفضها أهالي المنطقة وتشمل  بيتا صحيا  ومجمع ماء" .

  مطالبات
وطالب الاهالي الحكومة المركزية الاهتمام بالمدينة وتوفير الخدمات.
حيث قال مطر سالم سرحان الشويلي 57 عاما " ان أهالي الخميسية بحاجة إلى الدعم وتوفير الخدمات اللازمة ومنها تعبيد الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بقضاء سوق الشيوخ والذي تمت الموافقة عليه ولم ينفذ.
ودعا حسين دبس 59 عاما تنفيذ المشاريع الخدمية التي خصصتها الحكومة للمدينة ومنها بناء صف في المدرسة الوحيدة والاهتمام بالخدمات الصحية ومياه الشرب .

المصدر:الصباح

Share |