متخصصون بالبيئة يحذّرون من تعرّض مصادر المياه في ذي قار إلى "تلوّث كبير"

Fri, 17 May 2013 الساعة : 10:08

وكالات:
أكد متخصصون بالبيئة في محافظة ذي قار، أمس الأربعاء، أن المحافظة "تواجه مخاطر بيئية" ناجمة عن نشاط مديريتي المجاري والبلديات، وأوضحوا أن مصادر المياه تعرضت إلى "تلوث كبير"، وعزوا السبب إلى "رمي مياه الصرف الصحي في نهر الفرات دون معالجة"، وفي حين أشاروا إلى تأثير التلوث البيئي في "انتشار مرض التدرن"، حذروا من "مخاطر وتأثيرات الفيضانات المحتملة" في وسط وجنوبي العراق.
وقال مدير بيئة ذي قار المهندس محسن عزيز في حديث إلى (المدى برس)، على هامش احتفالية نظمتها بيئة ذي قار على قاعة المعرفة في كلية الآداب بجامعة ذي قار بمناسبة يوم البيئة العراقي، إن "مديرية بيئة ذي قار  بالتعاون مع كلية الآداب جامعة ذي قار أقامت احتفالية وندوة علمية بمناسبة يوم البيئة العراقي الذي يصادف يوم (15) نيسان".
وأضاف عزيز إن "فقرات الاحتفالية تضمنت إلقاء محاضرات ألقاها أساتذة من جامعة ذي قار عن الواقع البيئي"، وتابع "كما تضمنت تقديم عرض مسرحي سلط الضوء على المخاطر البيئية التي تواجه المجتمع، فضلا عن عرض بيانات عن الواقع والنشاطات التي تقوم بها المديرية للنهوض بالواقع البيئي".
وأشار مدير بيئة ذي قار إلى أن "المشاركين في الندوة تطرقوا أيضا إلى مخاطر الملوثات البيئية الناجمة عن نشاط مديريتي المجاري والبلديات في محافظة ذي قار"، مؤكدا "تعرض مصادر المياه إلى التلوث بصورة كبيرة نتيجة التخلص من مياه الصرف الصحي والمخلفات السائلة عبر رميها في حوض نهر الفرات من دون معالجة حقيقية".
ومن جانبه، قال ممثل رئيس جامعة ذي قار الدكتور رحيم حميد عبد في حديث إلى (المدى برس) إن "كلية الآداب جامعة ذي قار شاركت بالندوة العلمية التي أقامتها دائرة بيئة ذي قار لغرض التعريف بالمخاطر البيئية التي يتعرض لها العراق بصورة عامة والمنطقة الجنوبية بصورة خاصة ".
وأضاف عبد إن "الندوة العلمية تناولت أربعة محاور، الأول عن مستوى الضوضاء في ذي قار، والثاني عن تأثير التلوث البيئي في انتشار مرض التدرن في المحافظة"، وبين أن "المحور الثالث تناول التحلل المكاني للنفايات المنزلية الصلبة في مدينة الناصرية وأثرها البيئي"، لافتا إلى أن "المحور الرابع بحث مخاطر الفيضانات المحتملة على وسط وجنوبي العراق والتغيرات المناخية التي تتسبب بهطول الأمطار الغزيرة."
وأشار إلى أن "الهدف من الندوة العلمية المشتركة هو رفع وتنمية الوعي البيئي والتعريف بالأنشطة العلمية والبيئية التي يهتم بها الباحثون في جامعة ذي قار، موضحا أن "الفعالية البيئية التي أقيمت على قاعة المعرفة في كلية الآداب، شارك فيها عدد من ممثلي الدوائر الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالجوانب البيئية فضلا عن عدد كبير من أساتذة وطلبة جامعة ذي قار".
وأعلنت وزارة البيئة العراقية، في (1 أيار2013)، أن المرجع الديني الأعلى علي السيستاني أفتى "بحرمة تصريف المياه الثقيلة إلى المزارع" وبيع منتجاتها للمواطنين، فيما أكدت أن هذا التصرف له "آثار سلبية" على صحة المواطن وبيئته.
ويواجه الواقع البيئي في محافظة ذي قار، (مركزها الناصرية 350 كم جنوب بغداد)، جملة من التحديات ،أبرزها وجود مخلفات حربية ملوثة بالإشعاع في عدد من المناطق التي شهدت عمليات حربية إبان الحروب المتعددة التي خاضها العراق خلال الثلاثين سنة الماضية، كما يعد تلوث المياه من أبرز المخاطر البيئية التي تواجه السكان المحليين لاسيما في مناطق أهوار الناصرية.
يذكر أن مديرية بيئة ذي قار قامت خلال العام الحالي والأعوام الأخيرة بفرض غرامات مالية على عدد من الدوائر الحكومية ونشاطات القطاع الخاص، من بينها مديرية مجاري ذي قار ودوائر الصحة والبلدية ومحطة الطاقة الحرارية ومصفى ذي قار النفطي فضلا عن عدد من معامل الطابوق وذلك لمخالفتها الشروط والمتطلبات البيئية وعدم التزامهما بقانون حماية وتحسين البيئة.
وكانت محافظة ذي قار والعديد من مدن جنوب ووسط العراق قد شهدت عواصف غبارية غير مسبوقة وزحفا واسعا للكثبان الرملية خلال الأعوام الماضية التي شهدت شحاً في مناسيب المياه وانخفاضا في معدلات تساقط الأمطار، الأمر الذي تسبب بحدوث حالات اختناق كثيرة وخاصة للأشخاص الذين يعانون من نوبات الربو، كما تسببت العواصف الغبارية بحوادث مرورية مروعة نجمت عن انعدام الرؤية على الطرق الخارجية المتاخمة للمناطق الصحراوية.
يذكر أن وزارة البيئة تأسست خلال العام 2003  ،ومن أهدافها حماية البيئة والحفاظ على الطبيعة والتنوع الإحيائي وتعزيز موارد التنمية المستدامة من خلال رسم السياسات العامة ووضع الخطط السنوية لحماية البيئة والحلول المناسبة لمعالجة مشكلاتها بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المتخصصة ولها مديريات بيئة في المحافظات كافة.
المصدر:المدى

Share |