الناصرية : ‏ الجندي حميد تفانى في حماية سكان الغربية وقتله الملثمون بدم بارد

Sun, 28 Apr 2013 الساعة : 9:40

وكالات:

تمالك حسين نفسه وعاد ‏ليواجهني بملامحه الذابلة ‏وفي عينيه لمعة دمع. حكى ‏عن تفاصيل آخر حديث جمعه ‏مع الجندي الشهيد حميد ثم ‏تدارك الامر، قائلا بصوت ‏مخدوش: ان الاوامر صدرت ‏بتوجه كتيبة النقليات الى ‏منطقة القائم. ‏صمت حسين قليلا مستجمعا ‏الصورة ثم تابع " تحركنا في ‏رتل يضم العديد من الناقلات ‏العسكرية نوع فاون من ‏منطقة التاجي ببغداد الى ‏القائم لنقل مواد ومعدات ‏لانشاء سدود ترابية تحسبا ‏لانهيار السدود السورية ‏القريبة من حدودنا. كانت ‏مهمتنا ان نصنع ساترا ‏ترابيا يحمي محافظة الانبار ‏من انهيارات السدود ‏السورية وكنا نشعر ‏بالحماسة من اجل ذلك وكان ‏الشهيد حميد اكثرنا تشوقا ‏لهذا الواجب وكنت اعيب ‏عليه المبالغة لان الواجب ‏فيه مشقة كبيرة، الا ان روح ‏الجندي حميد المرحة كانت ‏تهون الامر".‏تغيرت ملامح حسين فجأة ‏وهو يبلغني ان الشهيد حميد ‏تبينة عريان القرة غولي ‏متزوج وله 4 أطفال، ابديت ‏تأثري بهذه المعلومة وطلبت ‏منه ان يروي لي القصة قبل ‏ان يزدحم مجلس العزاء ‏بالمزيد من اقرباء الشهيد ‏وتتعذر علينا المواصلة.‏اشعل حسين سيجارة وقال: ‏‏"اثناء توجهنا الى القائم ‏مررنا بالقرب من ملثمين ‏قرب ساحة الاعتصام في ‏الرمادي فتوجهنا اليهم ‏بالسلام ومررنا من دون ‏حدوث اي شيء، فقد كانوا ‏على علم بمهمتنا ويعرفون ‏ان ما نقوم به من واجب ‏يصب في مصلحتهم ويحميهم ‏من مخاطر انهيار السدود ‏السورية. ولكننا ما ان عدنا ‏في اليوم التالي لنسلك ‏الطريق نفسه حتى شعرنا ان ‏شيئا غريبا يحدث".‏اردف حسين وعلى وجهه ‏ملامح الحزن" ما ان مررنا ‏من امام ملثمين حتى تغيرت ‏الحركة من حولنا وامام ‏استغرابنا الشديد قام ‏المتظاهرون برمينا ‏بالحجارة، ولكننا واصنا ‏المسير على اعتبار ان هذا ‏السلوك الفردي يجب تجاوزه ‏وعدم الركون اليه، الا ان ‏الامر اختلف بعدها بلحظات ‏فقد فتحت النيران علينا من ‏اسلحة خفيفة ومتوسطة ‏وادت الى اعطاب ناقلتين في ‏مؤخرة الرتل العسكري. ‏شاهدت العديد من المسلحين ‏يتوجهون الى الناقلات ‏وقاموا باخراج الجنود وكان ‏الجندي حميد تبينة من ‏بينهم. وهو جريح وعلى ‏الفور قاموا بضربه بالسيوف ‏والعصي ثم سحلوا جثته على ‏الطريق السريع واخذوا ‏يمثلون به بطريقة بشعة ‏بعدها احرقوه وهم يكبرون ‏ويهتفون الموت لقوات ‏الجيش".‏القصة التي رواها لنا حسين ‏اثناء زيارة "الصباح" ‏لمجلس عزاء الجندي الشهيد ‏حميد تبينة عريان القرغولي ‏وهو من ابناء الناصرية ‏واستشهد الثلاثاء الماضي ‏في ساحة الاعتصام بالرمادي ‏اثارت الكثير من ردود ‏الافعال حيث طالب الاهالي ‏بالقصاص من الجناة ‏ومعالجة هذه الخروقات ‏بحزم كبير.‏من جهتها، طالبت عائلة ‏وعشيرة الجندي الشهيد ‏عشائر الانبار بتسليم الجناة.‏من جانبه قال محمد جخيم ‏العريان القرة غولي ( ابن ‏عم الجندي الشهيد ) ‏لـ"الصباح": "سنطالب ‏عشائر وشيوخ الانبار ‏بتسليم الجناة لان ولدنا لم ‏يكن في مهمة قتالية، حتى ‏يقوموا بالتمثيل بجثته ‏بالسيوف ومن ثم يحرقونها، ‏علما ان عشائر الناصرية ‏سوف لن ترد بالمثل، ‏وستلتزم بتوجيهات ‏المرجعية الدينية".

المصدر:الصباح

Share |