تضارب في قرارات وزارة النفط بشأن حقل ومصفى الناصرية
Fri, 5 Apr 2013 الساعة : 8:07

وكالات:
تراجعت وزارة النفط، الخميس، عن قرارها باستثمار مصفى وحقل الناصرية بمحافظة ذي قار، معلنة عن سعيها لتنفيذه بالجهد الذاتي.
وقال المعاون الفني لرئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الحسين هادي هجر، لوكالة (اصوات العراق) ان "وزارة النفط أبلغت الحكومة المحلية في ذي قار بانها تقوم حاليا بإعداد وثيقة مناقصة خاصة لتطوير حقل الناصرية وبناء المصفى بدلا من انتظار تنفيذهما عبر الية الاستثمار"، مضيفا ان الوزارة "ستقوم بعقد مؤتمر خاص حول المشروعين في العاصمة الاردنية عمان في الرابع من اب المقبل لتعريف الشركات النفطية الراغبة بالتنافس بالمشروعين المذكورين".
واعتبر مراقبون اقتصاديون، تعليقا على الموضوع، ان وزارة النفط تفتقد لرؤية مستقبلية في مجال حساس ويعتمد عليه اقتصاد البلد، كانشاء المصافي وتطوير الحقول.
وكانت وزارة النفط أعلنت الاسبوع الماضي، أنها طلبت من سبع شركات عالمية تأهلت لبناء مصفى الناصرية أن تكون ائتلافية، وقال مدير العقود والتراخيص بالوزارة عبد المهدي العميدي في حديث صحفي إن "الوزارة طالبت من الشركات المؤهلة التي تمتلك القدرة المالية والفنية على بناء وإدارة مشروع حقل الناصرية أن تكون ائتلافية سواء كانت في مجال الاستخراج أو بناء المصافي، لكي يكون عملها متكاملا".
وأضاف العميدي أن "هناك أكثر من 40 شركة عالمية مؤهلة لتطوير الحقل ومخصصة في مجال الاستخراج وسبع شركات أخرى من أصل 14 قدمت وثائقها للتأهيل من بينها شركة اس ان بي سي الصينية ولوك أويل الروسية"، مشيرا إلى أن "الوزارة وجهت الدعوة ورسائل للشركات التي ستحضر ورشة العمل الأولى حول المشروع الذي سيعقد في الأسبوع الأول من نيسان المقبل".
وقال كاظم العبودي لوكالة (اصوات العراق) ان "وزارة النفط تعاني من غياب الرؤية الاستراتيجية لمشاريعها حيث تغير اتجاه مشاريعها بسرعة غير منطقية ولا تتناسب مع حساسية هذا القطاع المهم والحيوي لاقتصاد العراق"، مضيفا ان "الوزارة في كل عام تغير رؤيتها بشأن حقل الناصرية العملاق فهي بدأت باحالته على شركات يابانية وقطعت مدى كبير من التفاوض معها لتفشل في تلبية احتياجات اليابانيين، لتعود وتطرحه ضمن جولات التراخيص وبعدها اعلنت انها ستخصص له جولة منفردة مع مصفاه قبل ان تسحبه، وتعلن سعيها لتاهيله بجهود ذاتية".
وتابع: "في العام الماضي اعلنت الوزارة انها ستحيل المصفى للاستثمار واستقبلت عروضا من 14 شركة عالمية، قبل ان تعود مجددا لتعلن انها ستطوره بجهودها الذاتية، هذا الاسلوب يفقد الشركات العالمية الثقة بقرارات الوزارة في مجال حساس ومتقلب، قبل ان يجعل المواطن يتساءل حول من يقرر بالوزارة وهل توجد كارتلات متعددة لم توحد بعد قرارها".
وكان العراق عرض أربعة مصاف للاستثمار بعد أن انتهت وزارة النفط من تصاميمها ووقعت في عام 2009 عقدا مع شركة فوستر ميلر الأميركية لتصميم مصفى الناصرية بطاقة 300 ألف برميل باليوم، وعقد مع مجموعة شركات شوب الأميركية لتصميم مصفيي كركوك وميسان بطاقة 150 ألف برميل لكل منهما، وعقد مع شركة تكنبل الايطالية لتصميم مصفى كربلاء بطاقة 150 ألف برميل يوميا".
يذكر ان مصفى الناصرية المزمع بناؤه جنوب الناصرية قرب موقع المدينة الصناعية سيكون بطاقة انتاجية قدرها 300 الف برميل يوميا ، وقد شكلت لجنة بخصوص استملاك ارض المصفى.
وتمتلك ذي قار احتياطيا نفطيا مؤكدا يقدر بقرابة 20 مليار برميل ضمن خمسة حقول نفطية مهمة وغير مستثمرة ابرزها حقل الناصرية الكبير بمنطقة كطيعة (30 كم شمالي غرب الناصرية) الذي من المتوقع أن ينتج 300 ألف برميل يوميا مع استطاعته انتاج مليون برميل عند اكتمال تأهيله، وحقل الغراف (25 كم شمالي الناصرية) الذي يقدر المعنيون بالشؤون النفطية إنتاجه بـ 130 ألف برميل يوميا، وكذلك حقل الرافدين (أبو عمود) الذي يقدر إنتاجه في حال تشغيله أو استثماره بـ 110 آلاف برميل، بينما لم يحدد احتياطي الغاز بالمحافظة الذي يقع ضمن حقول متداخله مع الحقول النفطية او منفردة وتسبب في عدد من الحرائق للساكنين في وقت انهت فرق زلزالية عملها غربي وشمالي المحافظة لاستكشاف حقول نفطية جديدة.
وللعراق احتياطات نفطية هائلة تزيد عن 146 مليار برميل أي اكثر من 12 في المائة من إجمالي الاحتياطي العالمي، محتلا المركز الثالث عالميا مع قلة عمليات الاستكشاف والتنقيب والتطوير فيه منذ سبعينات القرن الماضي، فيما قدرت دراسات أمريكية حجم الاحتياطي بنحو 350 مليار برميل.
وتقع مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، على بعد 365 كم الى الجنوب من العاصمة بغداد.
المصدر:اصوات العراق