حرق النفايات فـي ذي قار يهدد صحة السكان ولا خطط لحل المشكلة المتفاقمة والإدارات الحكومية تتبادل الاتهامات
Tue, 26 Mar 2013 الساعة : 8:41

وكالات:
صفاء علي، طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، تختفي ضحكته مع تغير اتجاه الرياح، فقريته في قضاء الشطرة، شمال مدينة الناصرية، يغطيها دخان النفايات كلما أصبحت الرياح شرقية، وعندها لا يستطيع صفاء حتى الكلام.
يمارس صفاء دور المنذر لأسرته متى ما يبدأ حرق النفايات. يقول والده بحزن "حذرنا الأطباء من ذهابه للمدرسة واللعب، فلا يمكنه التنفس عندما يتحرك بسرعة بعد إصابته بمرض الربو المزمن نتيجة الأدخنة المتصاعدة من حرائق ما يسمى بمواقع الطمر الصحي المجاورة".
ويتابع "لقد توسعت هذه المواقع منذ سنوات وأخذت تحاصرنا..".
صفاء أحد الأطفال الذين يعانون من الرياح الشرقية التي تسود معظم أيام العام في ذي قار، وتجلب معها دخان الطمر الصحي لبيوت السكان.
وكذلك هو حال جارته وصديقته بالمدرسة سابقا، زينب جلال بادي، ذات الـ 14 عاما، التي تشاركه الدور الإنذاري نفسه مع أول دخان يتطاير من أكوام النفايات. وتقول زينب "لم أستطع بعد إصابتي بمرض الربو المزمن الذهاب للمدرسة منذ 4 سنوات، حيث كنت في الصف الرابع الابتدائي، نتيجة الأدخنة والروائح الكريهة".
وتتابع "أخبرني الأطباء أن علينا أنا وأهلي الانتقال لمناطق بعيدة عن الطمر الصحي، حيث لا يبعد منزلنا إلا أقل من 500 متر".
ومن سطح المنزل، مكان رصدها الدائم، تستغل زينب عدم وجود دخان في السماء، لتستطلع المشهد المخيف لسلسلة تلال النفايات التي تقع خلف بيتها، حيث تظهر من بعيد الألوان الساطعة للأكوام الجديدة، التي ما زالت رطبة، فيما تبدو بضعة أكوام أخرى باهتة اللون وقد جفت موادها العضوية مع لمعان بعض مكوناتها المعدنية أو البلاستيكية.
وعلى جهة اليمين قليلا تظهر أكوام سود قليلة الارتفاع وبلا قمم، بعد أن احرقها "النباشون" بحثا عما في داخلها، فيما يحاول سائقو عجلات رفع القمامة الاقتراب منها لاستغلال أي حيز متاح لرمي حمولاتهم من نفايات المدينة، في وقت بدأ يتجمع "النباشون" من الشباب والنساء والأطفال للبحث عمّا يمكنهم بيعه وسط النفايات، لافين أيديهم ومغطين وجوههم بقطع من القماش، ويرتدي معظمهم أكياس نايلون شفافة تحسبا للمطر وحماية لأجسادهم وملابسهم.
وحين بدأت الروائح الكريهة تتزايد قوتها، دخلت زينب البيت ذا الطابق الواحد والمبني من البلوك لكي تغلق بإحكام أبوابه وكل شبابيكه.
وفاة طفلة
حال الطفلين كانت أفضل من زميلتهم في المدرسة، بيداء، (ذات الـ12 عاما) التي توفيت مؤخرا ولم تنجح محاولات أسرتها بعزلها عن الدخان.
ويقول والدها، طالب عبد الصاحب، "ابنتي توفيت بعد مصارعتها لسنوات مرض السرطان في الرئة اثر تعرضها لأدخنة الطمر الصحي القريبة من منزلنا، حيث تسود الرياح الشرقية أجواء المحافظة مما يعني تنفسنا للأدخنة طوال العام".
ويتابع "لم تنجح جميع محاولاتنا لمنع وصول الدخان الى داخل البيت مع اننا جربنا حتى الطرق العسكرية التي تعلمتها بالجيش". ويردف "لا يمكنك البقاء بها طوال اليوم لأن النباشة، وهم من أسر مصدر رزقها من البحث بالنفايات، الذين يأتون من أماكن لا نعرفها ليس لهم وقت محدد بحرق النفايات، وأحيانا بالليل أو الفجر أو حتى بساعات النهار حيث لا يوجد من يمنعهم أبدا".
ويذكر عبد الصاحب "إنهم لا يستجيبون لكلامنا معهم ويتحججون بأن مصدر رزقهم الوحيد هي النفايات، وأستغرب غياب حلول الحكومتين المحلية والمركزية حيث لم نر أي استجابة بعد أن أخذت النفايات أولادنا".
ومحافظة ذي قار، المهددة مناطق كثيرة فيها بزحف مواقع الطمر الصحي وحرق النفايات بطرق بدائية، يبلغ عدد سكانها 1744398 فردا، بحسب بيانات المركز الوطني للإحصاء الذي أعلن نتائج المرحلة الأولى من مشروع التعداد العام للسكان والمساكن الخاصة بتعداد المباني والمنشآت والأسر في المحافظة العام 2011، وبلغ عدد سكان حضر المحافظة 1097436 فردا بنسبــة 62.9 %، وعدد سكان ريف المحافظة 646962 فردا بنسبة 37.1 %، ويقطن نحو ربعهم في مركز مدينة الناصرية التي تأسست العام 1869 وتقع على مسافة 365 كلم جنوب بغداد.
وتبلغ مساحة المحافظة 12900 كم2، وفيها آثار مدينة أور التاريخية مهد حضارة السومريين.
ضحايا.. وأمراض بالجملة ولا حل بالأفق
يهدد كامل حميد، مختار قرية آل ثجيل، التي يسكنها 250 شخصا وتبعد 5 كلم عن وسط قضاء الشطرة (45 كلم شمال الناصرية)، باللجوء للقضاء إذا لم تتخذ الحكومة المحلية إجراءات لحماية السكان من خطر التلوث. ويقول إن "اغلب أهالي القرية مصابون بأمراض الربو وحساسية القصبات، ولدينا إصابات بأمراض سرطانية، و5 حالات وفاة بأمراض سرطانية تتراوح أعمارهم بين 12 و70 عاما تم تسجيلها لدى دائرة الصحة من أهالي قرية آل ثجيل نتيجة الأدخنة الصاعدة من الطمر الصحي، بالإضافة الى أكثر من 15 إصابة بأمراض تنفسية مزمنة".
ويستطرد "خاطبنا المسؤولين كثيرا وبمختلف الطرق حتى العشائرية منها، ولم يستجيبوا لنا لأننا فقراء، وسوف نحاول رفع دعوى قضائية ضد البلدية والبيئة".
ويؤكد هذه المعلومات الدكتور عدنان عواد حبيب، مدير قطاع الصحة في قضاء الشطرة، الذي يقول "موقع الطمر الصحي في قضاء الشطرة يبعد 350م فقط عن المناطق السكنية، وأجرينا مسحا ميدانيا بعد أن وصلتنا الكثير من الشكاوى من أهالي القرية من الطمر الصحي وخصوصا قرية آل ثجيل لأثرها عليهم".
ويتابع "أظهرت النتائج وجود إصابات خطيرة بالأمراض المزمنة بالإضافة الى إمراض الجهاز التنفسي وضيق التنفس وحالات الربو واختناقات وأمراض جلدية بسبب الأدخنة الصاعدة التي أثرت على الأهالي". ويبين أن أكثر الإصابات المسجلة كانت بين الأطفال وكبار السكن.
ويفيد حبيب "خاطبنا الجهات المعنية ودوائر البلدية والبيئة، وكان هناك مقترح بنقل الموقع خارج المدينة، ولكن حتى الآن لم ينفذ وليس هناك حل بالأفق"، مردفا "سجلنا أكثر من 10 حالات اصابة بالأمراض المزمنة وأكثرها كانت بين الأطفال، كما وجدنا إصابات بالأمراض الجلدية".
زحف مناطق الطمر
لا يختلف الوضع كثيرا قرب الطمر الصحي في الناصرية حيث منطقة طمر صحي وحيدة منذ عشرات السنين وبمساحة أكثر من 8 دوانم، ما زالت تعتمد على طرق بدائية للتعامل مع 650 طنا يوميا من نفايات الناصرية.
ويقول الدكتور صادق الموسوي، معاون مدير عام صحة ذي قار، إن "مكان الطمر الصحي في مدينة الناصرية غير مناسب، بعد أن توسعت أحياء المدينة باتجاهه".
وييشير إلى أن المدينة "تعتمد أساليب غير علمية في التخلص من النفايات، ومع أن الأفضل طمرها بطبقات من الأتربة، لكن ما يحدث أن تحرق مخلفات من مؤسسات مختلفة وهناك مخلفات طبية تحرق في موقع الطمر الصحي نتيجة خلط المواد الطبية من قبل المختبرات والعيادات الخاصة مع المخلفات الصلبة".
ويذكر أنه "للتخلص من المخلفات الطبية تم استلام أكثر من 20 محرقة طبية، ولكن هنالك مشاكل في العقد مع الجهة المجهزة ما أدى لتأخير نصب هذه المحارق في المستشفيات والمراكز الصحية بالمحافظة".
وحول أسباب قيام "النباشة" بحرق النفايات، يقول النباش محسن (13 عاما) وهو من أسرة فقيرة قوامها 7 أشخاص "نحن لا نحرق النفايات إلا بعد أن تتراكم بكميات كبيرة بحيث لا نستطيع الوصول لما نبحث عنه من قطع معدنية قابلة للبيع"، نافيا أنهم يفعلون ذلك دائما.
ويوضح آلية عملهم اليومي بقوله "يبدأ عملنا حين تخف الحركة. ننقسم كعائلة تضم 7 أفراد على الأكوام الجديدة التي ألقتها سيارات البلدية اليوم لأنها أقل رائحة". ويشير إلى أن رائحة النفايات حين يمر عليها بعض الوقت تمنعهم من الاقتراب منها، مردفا "حين نلتقط لا يمكننا البحث أسفل الأكوام، ولذلك نضطر إلى حرق كوم النفايات للحصول على الحديد أو الالمنيوم وأي شيء غير قابل للاحتراق بهدف بيعه على تجارالعتيق بالكيلو".
ولا تتوافر أي إحصاءات رسمية أو شبه رسمية عن عدد "النباشة" في محافظة ذي قار، ولا عن ظروف حياتهم، والمشاكل الصحية التي تواجههم. وهم يقضون معظم ساعات يومهم بين النفايات ووسط الدخان.
لا خطة للحل.. والمعالجات ليست بمستوى المشكلة
يتفق ناشط في مجال البيئة مع رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار على أن المحافظة لا تمتلك خطة للحل، وأن المعالجات الجارية ليست بحجم المشكلة التي تتفاقم و"القاتل الخفي" الذي يفتك بالناس.
ويقول مرتضى حميد، الناشط في الشأن البيئي، وهو من منظمة البيت العراقي "ليست هناك أي خطة حكومية للتعامل مع الطمر الصحي بعد التغيير في 2003، أو لمنع العوائل النباشة من حرق النفايات التي بدأت تؤثر على أبناء المناطق القريبة من الطمر الصحي".
ويضيف "يمكن وصف ما يجري بالقاتل الخفي الذي يفتك بمواطنينا كل يوم دون أن يشعر الآخرون بخطورته".
ويتابع بحزن "هناك عوائل كاملة من (النباشة) تعيش على النفايات والبحث فيها عن أشياء تباع لتصبح مصدر رزقهم".
وتعتبر حميدة علي جابر، رئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار، أن "المعالجات ليست بمستوى مشكلة التلوث". وتقول إن المحافظة "خالية تماما من مواقع الطمر الصحي ضمن الضوابط والشروط العامة، ولدينا فقط مساحات فارغة في كل مدينة لرمي النفايات. وتتعرض هذه المواقع الى الحرق العشوائي بواسطة (النباشين)".
وتفيد بأن الحرق "يسهم بزيادة مستوى التلوث وظهور أمراض صدرية، لأن الأدخنة الصاعدة تحتوي على مادة الدايوكسيد التي تسبب أنواعا معينة من السرطانات وخاصة سرطان الرئة على مدى 3 سنوات".
وتؤكد رئيسة لجنة الصحة والبيئة أن "المعالجات الحكومية طفيفة جدا، ومنها تخصيص دوريات لمنع الحرق في مواقع الطمر الصحي وخاصة في الناصرية"، مبينة أنه "لا توجد لحد الآن أي حلول جذرية".
وعن إمكان ابعاد مواقع الطمر عن مناطق السكنية تذكر "حدثت هناك مشاكل عشائرية عند محاولة تغيير أماكن الطمر الصحي، والحل الجذري والأساسي يكون بتخصيص الحكومة المركزية أموالا لبناء مواقع الطمر الصحي في المحافظة بموصفات وضوابط محددة".
مديرية البيئة تلجأ للقضاء
يقول أحمد نوري، وهو صاحب محل بالناصرية (56 عاما)، مستاء من تمدد مناطق الطمر "نسمع عن تمدد المدينة ولكننا نعايش زحف منطقة الطمر الصحي على مناطقنا السكنية، ونعاني من حرق النباشة لتلال النفايات المتزايدة بصورة عشوائية للتقليل من روائحها الكريهة وللبحث عن المعادن مثل النحاس التي توفر لهم دخلا إضافيا".
ويؤكد "لقد أصيب الكثير من المواطنين بالمنطقة بأمراض الجهاز التنفسي، ولكن الخطر الأكبر هو ظهور الإمراض السرطانية بين الكبار والصغار عند جيراننا"، مضيفا "لا يوجد حل لأن الحكومة لا تريد فتح هذا الملف، وسمعنا منذ 5 سنوات عن معمل استثماري لتدوير جزء من النفايات لكننا لم نر لحد الآن غير مسقفة وحيدة وبسيطة له".
وأمام التدهور البيئي الحاصل في مواقع الطمر الصحي بأنحاء المحافظة، كما يقول المهندس راجي نعيمة، معاون مدير عام بوزارة البيئة، لجأت مديرية بيئة ذي قار إلى القضاء لمعالجة المشكلة.
ويلفت نعيمة الى "ان التدهور البيئي الحاصل في مواقع الطمر الصحي في مناطق الدواية والشطرة والغراف وقلعة سكر والفجر وسوق الشيوخ غير المطابقة للمحددات الموقعية والمتطلبات البيئية، هي مخالفة صريحة لقانون حماية وتحسين البيئة، ما دفعنا لرفع دعوى قضائية على مديرية بلديات ذي قار بعد أن استنفدنا كافة الوسائل الممكنة والمتمثلة بتوجيه الإنذار وفرض الغرامات".
ويستدرك "للأسف لا توجد هناك استجابة من دوائر البلدية، فهناك رمي عشوائي للنفايات وحرقها، وهذا قد يولد مواد داكسونات تعد من أخطر الملوثات والمسببات للأمراض الخطيرة ومنها السرطان".
ويشير إلى أن "هناك تشخيصا لبعض المناطق القريبة من مواقع الطمر ومنها الإسكان الصناعي في الناصرية وناحية الدواية والغراف وقضاء الشطرة فقد أصيب سكان فيها بأمراض خطيرة".
ويطالب المسؤول البيئي الأول بالمحافظة الحكومة المحلية والمركزية "بتخصيص مبالغ من وزارة البلديات لإنشاء محارق خاصة للنفايات أسوة بدول العالم".
في دوامة الاتهمات المتبادلة بين الأجهزة الحكومية
يجيب مدير بلدية الناصرية على اتهامات مديرية بيئة المحافظة بنفي قيام الأجهزة البلدية بحرق النفايات واتهام "النباشين" بذلك.
ويقول المهندس عقيل عبد المهدي إن "مديرية بلدية الناصرية لا تحرق النفايات في موقع الطمر الصحي، ولكن المواطنين الذين يسمونهم النباشة يحرقونها، ولم تستجب الأجهزة الأمنية لمطالبنا بحماية هذه المواقع ومنع المتسللين من النباشة".
لكن العميد علي السماك، آمر فوج الشرطة الاتحادية في ذي قار، يرد على اتهام مدير بلدية الناصرية، موضحا ما تقوم به قوته تجاه النباشة "في 5 أشهر قبضنا على 22 شخصا من النباشة وأحيلوا للقضاء بتهمة حرق النفايات". وبين أن عقوبتهم تقتصر على غرامات مالية. ويؤكد "لدينا مفارز في مواقع الطمر الصحي لمنع الحرق الذي يؤثر على منتسبينا أيضا لقرب بنايتهم من موقع الطمر الصحي".
وتحدث ناظم الوائلي، قاضي التحقيق لشؤون البيئة في محكمة استئناف ذي قار، عن الإجراءات المتخذة بحق المقبوض عليهم من النباشين قائلا "تمت إحالة عدد من المتهمين بالتجاوز على مناطق الطمر الصحي والعبث بها وحرقها على محكمتنا، وكان من بينهم نساء وبنات بمختلف الأعمار"، مشيرا الى أنه "تم اتخاذ اجراءات قانونية بحق المخالفين للضوابط القانونية وفق المادة 240 من قانون العقوبات العراقي المرقم 111 لسنة 1969، فيما تم اطلاق سراحهم بعد ان تمت كفالتهم".
وتعاقب المادة بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر أو بغرامة لا تزيد على 100 دينار كل من خالف الأوامر الصادرة من موظف أو مكلف بخدمة عامة أو من مجالس البلدية أو هيئة رسمية أو شبه رسمية ضمن سلطاتهم القانونية أو لم يمتثل أوامر أي جهة من الجهات المذكورة الصادرة ضمن تلك السلطات وذلك دون الاخلال بأي عقوبة أشد ينص عليها القانون.
ويوضح القاضي أنه "في حال تكرار الفعل سيحكمون بالسجن من يوم إلى 3 أشهر"، منبها الى أن "شكاوى كثيرة تردنا من المناطق السكنية المجاورة للطمر الصحي، وأعتقد أن هناك تقصيرا من البلدية بعدم ايجاد حلول مناسبة لهذه المشكلة أو في الأقل تسييج الموقع بما يمنع التجاوز عليه وحرقه".
ويقلل اللواء حسين عبد علي، قائد شرطة ذي قار، من أهمية التركيز في مطاردة النباشين، ويطالب بحلول جذرية، قائلا إن "وجود المفارز يقلل الحرق، ولكنني لا أعده مؤثرا بالتلوث الذي يصيب المناطق السكنية المجاورة لمناطق الطمر الصحي؛ لأنها بدأت تزحف باتجاهه، ويجب ايجاد حل جذري للمشكلة".
ويعقب "لهذا طالبنا أكثرمن مرة في الاجتماعات الأمنية بايجاد مكان لها بعيد عن المناطق السكانية بجنوبي المحافظة".
ويعود مدير بلدية الناصرية ليرد على الفكرة الأخيرة لقائد الشرطة، مبينا أن "هناك موافقة مبدئية من وزارتي البلديات والتخطيط لرصد مبالغ مالية لإنشاء مواقع طمر صحي جديدة في المحافظة، فقط هناك عوارض من وزارة البيئة"، ويستدرك "سوف تحل هذه العوارض".
وزير البيئة: إنها مشكلة عراقية
ويعد المهندس سركون لازار صليوه، وزير البيئة الاتحادي، أن المشكلة لا تقتصر على محافظة ذي قار، بل تشمل كل العراق.
ويقول "لا يمكن تسمية عملية التخلص من النفايات حاليا بالطمر الصحي، وهي ليست فقط في محافظة ذي قار وإنما هي مشكلة عامة في كل العراق".
وعن سبل حلها يبين "نحن نتجه لمحاولة إيجاد معامل لمعالجة النفايات بالتعاون مع الحكومات المحلية، وبهذا المشاريع سنكون قد تخلصنا من مواقع الطمر والنفايات المتوسعة ونحولها الى المعامل".
وحتى تتمكن الوزارة من تحويل توجهاتها إلى مشاريع فعلية تدرج في الموازنة الاتحادية وتخصص لها الأموال اللازمة، وحتى يتحقق التنسيق بين الأجهزة المحلية المتعددة بالمحافظة، ثم بينها ووزارة البيئة الاتحادية، تبقى لصفاء وزينب أمنية وحيدة؛ هي العودة لمدرستيهما اللتين تركاهما بعد أن حاصرتهما النفايات وأصبحت ساحتاهما غير صالحتين للعب بسبب تكاثف الدخان المنبعث من حرائق النفايات.
المصدر:اصوات العراق - علاء الطائي