الناصرية تتهم بغداد بـ"معاقبتها" طبقياً ومناطقياً لحرمانها من مشروعين كهربائيين وتستعد للتظاهر ضدها
Wed, 13 Feb 2013 الساعة : 7:44

وكالات:
دعا ناشطون ومنظمات مجتمع مدني، الثلاثاء، إلى التظاهر الاسبوع المقبل على إلغاء الحكومة الاتحادية مشروعي محطتين كهربائيتين بطاقة 2300 ميغا واط برغم وصول معداتهما منذ سنوات، عادين أن ذلك يشكل "عقاباً" لأبناء المحافظة لأسباب طبقية ومناطقية بعيدة عما يقره الدستور.
وقال عضو منظمة البيت العراقي، بسام الجابري، لوكالة (أصوات العراق)، إن الاستعدادات تتواصل لـ"التظاهر الأسبوع المقبل للمطالبة بتقديم المسؤولين من الحكومة الاتحادية والمحلية للعدالة بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وممارسة عقاب جماعي على أهل الناصرية بحرمانهم من الكهرباء لأسباب طبقية ومناطقية بعيدة عما يقره الدستور بكون العراقيين متساويين بالحقوق والواجبات"، مشيراً إلى أن هنالك مشاريع محطات توليد تم "تجهيزها بعد الاتفاق على إنشاء محطة في الناصرية ببقية المحافظات وحتى الساخنة التي تشهد أعمالاً إرهابية متواصلة بينما ما تزال المعدات مركونة بالمخازن لأكثر من أربع سنوات وبعضها سيتعطل بالتأكيد".
مصدر مسؤول اتهم وزارة النفط بأنها "تنصلت" من وعودها فجأة عندما وصلت المحطة اليابانية لمرحلة التنفيذ.
وقال المصدر لوكالة (أصوات العراق)، إن وزارة النفط " تنصلت عن وعودها وموافقتها الشهر الماضي بتوفير الوقود لمحطة كهرباء بطاقة 1800 ميغا واط في الناصرية، ضمن القرض المقدم من مؤسسة جايكا اليابانية، برغم أن المشروع قطع مراحل متقدمة في إعداد دراسات الجدوى وتقدير التأثيرات البيئية الناجمة عنه واخذ القياسات والقراءات الأولية بموقع العمل"، مضيفاً أن "رفض وزارة النفط توفير الوقود تسبب بإلغاء المشروع بالكامل لأن الجانب الياباني اشترط حصوله على موافقات رسمية من وزارة النفط قبل الشروع بالتمويل والتنفيذ".
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، أن وزارة الكهرباء "نسقت منذ أكثر من عامين مع وزارة النفط وتوصلت معها لاتفاق يقضي بتشييد المحطة الجديدة قرب محطة الناصرية الحرارية وبمدة انجاز تنتهي في العام 2019، على أن تتعهد وزارة النفط بتوفير الوقود الكافي لتشغيلها"، معرباً عن "خيبة أمل كبيرة بسبب فشل المشروع الذي كان اليابانيون يعولون كثيراً لتطوير العلاقات بين البلدين".
وكانت محطة غازية أخرى بطاقة 500 ميغا واط وصلت لمخازن ذي قار منذ بداية 2009 وما تزال تنتظر الإحالة وسط تضارب الأخبار بشأنها.
إذ قال مدير المشروع، موفق يوسف عزيز، لوكالة (أصوات العراق)، في 2012/9/24، إن وزارة الكهرباء في الحكومة الاتحادية وافقت بشكل مبدئي، على إحالة مشروع محطة الكهرباء الغازية في الناصرية إلى ائتلاف شركتين تركية وسلوفاكية كونهما تتمتعان بخبرة كبيرة في مجال إنشاء المحطات الكهربائية، وستكون مدة الانجاز الكلية 18 شهرا، على أن يتم استحصال موافقة لجنة الطاقة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني.
ويبدو أن موافقة الشهرستاني لم تحصل لحد الآن مما دفع رئيس مجلس محافظة ذي قار، في 2012/12/27، لدعوة الشركات الكورية لتنفيذ المشروع.
وقال قصي العبادي، لوكالة (أصوات العراق)، خلال زيارة السفير الكوري بالعراق، هيوم ميونغ كيم، للناصرية، إنه في إطار توجه المحافظة نحو التركيز على مشاريع الطاقة خلال العام المقبل، "عرضنا على السفير إمكانية الاستثمار في محطة الكهرباء الغازية سعة 500 ميكا واط، الموجودة معداتها في المحافظة منذ مدة طويلة غير أن وزارة الكهرباء فشلت في إحالة المشروع إلى شركات رصينة لنصبها فضلا عن قلة التخصيصات المالية للمشروع".
إلى ذلك طالب عضو بمجلس محافظة ذي قار خلال جلسته الأخيرة، بقية الأعضاء بالاعتذار للشعب لعدم تجهيزه بالكهرباء.
وقال رئيس اللجنة الثقافية والدينية بالمجلس، الشيخ فاخر الطائي، إنه بعد أربع سنوات من العمل في هذا المجلس "نعتذر إلى الله أولاً وإلى شعبنا ثانياً من التقصير الكبير الذي نتحمل أكثره، لأننا لم نقدم ما يستحق الذكر في مجال الكهرباء، والدوائر الحكومية تغرقنا بالتفاصيل الفنية والمصطلحات الإنكليزية دون أن يكون هنالك أي تحسن بالطاقة الكهربائية المجهزة لمواطنينا".
في حين أعلن عضو المجلس حسن وريوش، عن "عدم زيادة عدد ساعات تجهيز الكهرباء الصيف المقبل"، متوقعا أن يكون التجهيز "12 ساعة فقط في أفضل حالاته مهما كانت ما تمنحه الحكومة المركزية من حصة لذي قار"، مضيفاً أن قطاع الكهرباء "يعاني الكثير وخصوصاً في مجال التوزيع فالشبكات متهالكة فضلاً عن الاختناقات التي تحصل في المحولات, كذلك تأخر وصول المحولات المتعاقد عليها".
وتابع وريوش، أنه في "أفضل الأحوال باستطاعة المحافظة ان تحصل على 600 ميغا واط في حين أن احتياجها زاد ليبلغ أكثر من 1200 ميغا واط بالساعة".
يذكر أن ذي قار تشهد مظاهرات موسمية صيف كل عام للمطالبة بزيادة ساعات تجهيز الكهرباء التي تتناقص سنويا حيث وصلت إلى ست ساعات العام 2012 الماضي بعد أن كانت 12 ساعة تجهيز في العام الذي سبقه.
وتقع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار على بعد 365 كم جنوب العاصمة بغداد.
المصدر:اصوات العراق