اختتام برنامج دولي لرعاية الطفولة بالناصرية، وتحذيرات من آثار غياب الدعم الحكومي
Tue, 11 Dec 2012 الساعة : 8:51

وكالات:
أنهت منظمة دولية برنامجها لرعاية وتحسين دخل الأطفال بالناصرية، فيما دعا مختصون لتكرار البرامج الداعمة للطفولة محذرين من واقع صعب يعانيه أطفال ذي قار والآثار السلبية الناجمة عن غياب الدعم الحكومي للطفولة.
وذكر علي عبد الحسين مسؤول حماية الطفل بمنظمة (طفل الحرب) الدولية بذي قار لوكالة (أصوات العراق) أن "مشروع برنامج تحسين الدخل للأطفال بمنطقتي حي الفداء وحي أريدو التي تعد أكثر مناطق الناصرية فقرا والأكثر هشاشة وتضررا من الناحية الاجتماعية، وفيها عدد كبير من المهجرين والنازحين، اختتم أعماله بعد ثلاثة اشهر من انطلاقه"، مضيفا "اعتمدنا مسحا سابقا للأطفال بهذه المناطق أجريناه عام 2011، ولتجنب عمالة الأطفال دون 18 عاما اخترنا احد أفراد العائلة لتحسين دخل الأطفال ممن يعيلهم، ضمن شروط صارمة من قبل لجان حماية الطفل التي تم تشكيلها وتدريبها من قبل منظمة طفل الحرب بالمنطقتين".
وبين أن من بين الشروط أن يكون المشارك ليس لديه معيل أو راتب يتقاضاه من الدولة، أن يكون معيلا أو صاحب عائلة كبيرة وليس لديه بيت أو سيارة ملك، حيث أختار المشاركون نوعية المهنة التي يرغبون التدريب عليها.
وذكر أن المشروع الذي سيستفيد منه بصورة مباشرة قرابة 120 شخصا معظمهم من الأطفال، وشارك به 20 شخصا نصفهم نساء يهدف إلى تطوير وتعزيز القدرات والمهارات الفنية والعملية لشريحة من الفقراء والأطفال الأيتام والذين ليس لديهم دخل مادي يذكر أو معيل،عبر تجهيزهم بادوات وتدريب لممارسة اعمال يختارونها، لتغيير وضعهم الاقتصادي والاجتماعي نحو الأفضل والانخراط في المجتمع الذي ينتمون إليه، وتقليل الفوارق بينهم وبين طبقات المجتمع الأخرى وليصبحوا إفراد نافعين لأنفسهم ومجتمعهم.
ووصف مختصون أحوال الطفولة بالناصرية بالبائسة، وقالوا إنها تفتقد لأبسط مقومات نجاحها مثل ساحات اللعب الفارغة بعد طغيان السكن العشوائي.
وقال مدير منظمة تموز بذي قار رزاق عبيد ظاهر لوكالة (أصوات العراق) ان "الطفولة مازالت مهملة وبائسة ولم نشهد أي تطور ملموس في تحسين الظروف التي تساعد الطفل على عيش هذه المرحلة المهمة في حياة كل أنسان سوي"، مردفا "فالأسواق بالناصرية بدأت تعتمد على الأطفال بعمالتها لأنهم ارخص ولا يوجد احد يدافع عنهم لهذا يتعرضون لانتهاكات مستمرة".
وقال إن "ابرز الضحايا هم من الأيتام ممن نكل النظام السابق بأبويهم او ممن تعرضوا للعنف الأسري، وللأسف لم نر أي تشريع حديث يراعي حال الطفولة وينصف هذه الفئة المهمة بالمجتمع عموما".
وأشار "هنالك مفردات بسيطة بدأت الطفولة بالناصرية تفتقدها مثل ساحات اللعب الفارغة والتي كنا نمارس بها العابنا بعد ان عجزت الحكومة عن توفير المتنزهات ومدن الترفيه المتخصصة بصورة تتناسب مع زيادة عدد الأطفال، حيث دمرها العمران العشوائي وجعل الشارع المزدحم بالسيارات هي المجال الوحيد أمام الأطفال من مختلف الطبقات الاجتماعية مما أدى إلى زيادة حوادث السيارات".
وتقع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار على بعد 365 كم جنوب العاصمة بغداد.
واعتبرت منظمة حماية وتطوير الأسرة العراقية أن الفقرهوالسبب الرئيس بمعاناة الطفولة بالناصرية، وقال مديرها حقي كريم لوكالة (أصوات العراق) إن "الفقر هو السبب الأساس لما تمر به الطفولة البائسة بالناصرية وبالتأكيد برامج تحسين الدخل تحل جزءا من المشكلة، لأن أغلبية المشردين والمتسربين من المدارس الذين يمارسون أحيانا أعمالا خطرة ولا تتناسب مع قدراتهم الجسدية هم من الفقراء الذين تصل نسبتهم إلى 25% من أطفال الناصرية يعيلون عوائلهم الكبيرة"، مردفا "مما جعل المنظمات الدولية تعطي تقييما سلبيا لأحوال الطفولة بالعراق عموما".
ودعا لتشريع قوانين تحمي الطفولة وتوفر لهم مقومات النمو الطبيعي لأنهم عماد المستقبل.
من جهتهم دعا مواطنون بالمناطق الفقيرة التي شملها برنامج منظمة طفل الحرب منظمات المجتمع المدني لأخذ دورها برعاية الطفولة.
وقال المواطن فيصل عيسى لوكالة (أصوات العراق) أن هنالك نسبة عالية من الأطفال الأيتام بمنطقتنا ويصل عددهم إلى 600 طفل يتيم، اغلبهم لا معيل لهم إلا على جهود أمهاتهم الفقيرات وهم يحتاجون أي دعم ممكن"، مضيفا "بالأمس زرت العوائل التي تلقت البرنامج ووجدتهم يحملون آمالا كبيرة، فالبنات بدان يرتبن صالة بيتهن المتواضع الصغير لإعدادها لاستقبال النساء بكوافيرهن الذين تدربن عليه".
وتابع "والآخرين بدأوا خطوات لإنشاء ورش لهم بالمنطقة"، موضحا أن منطقته بحاجة لبرامج تعلم الناس كيفية العمل وتؤهلهم لأدائه حتى يأكلون بعرقهم وليس الاعتماد على مساعدات وقتيه لا تدوم.
وقال "ادعو كافة الجهات لتكرار تأهيل عوائل جديدة بمنطقتنا التي تضم العديد من العوائل الفقيرة".
وتغيب الإحصائيات الرسمية عن عدد الأطفال بذي قار، ألا انه وبحسب الجهات الحكومية تتقدم محافظة ذي قار على بقية محافظات العراق بنسبة تسرب الأطفال من المدارس، حيث قدرت منظمات المجتمع المدني النسبة بـ 37% من اكثر من 500 الف طالب أي (اكثر من 185 الف طفل) بينما تؤكد الجهات الرسمية أن نسبة التسرب بالملتحقين بالمدارس لا تتجاوز 20% من مجموع طلاب ذي قار، اي (100 الف طفل).
بينما تؤكد إحصائيات اليونسكو لعام 2007 ان هنالك قرابة 6 مليون أمي بالعراق بعد أن كانت أعلنت في عام 1979 انه البلد الأول بالعالم نجاحا بمكافحة الأمية.
المصدر:اصوات العراق