انابيب النفط تهدد قرى زراعية فقيرة في الناصرية بالهدم .. والاهالي يستغيثون بالجهات الحكومية

Wed, 7 Nov 2012 الساعة : 8:25

وكالات:

طالب اهالي عدة قرى زراعية بالناصرية الجهات الحكومية  بإيجاد حل يراعي عدم هدم منازلهم بعد مرور انابيب النفط بأراضيهم، فيما اعلن مصدر تشكيل لجنة للنظر بتجاوزات قرى متعددة على الانابيب الناقلة للنفط ومشتقاته بمناطق مختلفة من المحافظة .

 اهالي قرية واحد حزيران الزراعية في ناحية الفجر(120 كم شمالي الناصرية) ذكروا ان النفط لم يساعدهم بل صار نقمة عليهم.

وقال المواطن علي محمد  لوكالة (أصوات العراق) إن "قريتنا انشأتها الجمعيات الفلاحية في عام 1972 للمزارعين الفقراء بالقرب من ناحية الفجر وبشكل طولي مع الطريق العام وبعرض لا يتجاوز 150 مترا، للسيطرة على الفلاحين وحصرهم في منطقة واحده بحجة إنشاء جمعيات تساعد الفلاحين، وتوسعت القرية بعدها وبنيت منازل جديدة رغم عدم وجود خدمات في القرية لسنين طوال"، مضيفا "وبعدها مدت الشركات الخط النفطي الناقل وسط القرية عام 1978، ولم تبلغ الناس عن محرمات الانبوب حينها او تنذرهم انهم متجاوزون عليه". وبين "الان صدر حكم قضائي بترحيلنا من منازلنا خلال أسبوعين،بحجة وجود أنبوب النفط وسط القرية، بعد ان قامت شركة نفط الجنوب برفع دعوة جزائية ضدنا تصف اهل القرية بالمتجاوزين على الخط النفطي الناقل، ودون تعويض بحجة انها محرمات الانبوب ولا نعرف لمن نشتكي، النفط لم نرى منه الا المشاكل، وهو نقمة على الفلاحين وليس نعمة" .

وفد من اهالي القرية زار مجلس محافظة ذي قار والتقى بالمعاون الاداري للمجلس حميد الغزي الذي قال لوكالة (اصوات العراق)  "لدينا مشكلة في قرية واحد حزيران وقرية اخرى بناحية قلعة سكر(100 كم شمال الناصرية)، حيث يمر انبوب النفط قرب بيوت المزارعين الفقراء، والان الجهات المختصة تطالبهم بأخلاء منطقة محرمات الانبوب البالغة 75 مترا من الجهتين لضمان عدم التجاوز على الانبوب، وابلغنا الاهالي الذين يدعون انهم سكنوا قبل مد الانبوب وبعد ان قدموا طعنا وتمييزا بحكم القضاء الصادر ضدهم، اننا يجب ان ننتظر الحكم النهائي لتقييم الحالة والنظر بالمسألة لأنها مازالت حاليا بيد القضاء"، مضيفا "احكام الازالة ان صدرت يجب ان تراعي ان هنالك تعويضات قانونية للأراضي الزراعية التي يعطي القانون الحق لشاغليها باستخدام 500 متر منها لأغراض السكن ".

رئيس لجنة النزاهة بمجلس ذي قار علي عطية شجر قال لوكالة (أصوات العراق) ان "اهالي المنطقة من المزارعين الفقراء لم يستفيدوا من مرور انبوب النفط بمناطقهم بل تضرروا واصبح يهددهم بإزالة منازلهم ".

المشكلة تتكرر بقرية الشهيد بالبطحاء (50 كم شمال غرب الناصرية) والتي تمتد  لأكثر من 300 متر حول الانبوب.

وقال حيدر الغزي لوكالة (اصوات العراق) ان "نصف اهالي القرية التي شيدت عام 1962هم من الفلاحين الفقراء ويبلغ عدد بيوتها 250 منزلا، حكموا بالسجن مع ايقاف التنفيذ بحجة انهم متجاوزون على الانبوب الذي تم مده في عام 1977، وهو امر غير مقبول لهذا قدمنا تمييزا وتظلما ضد قرار المحكمة، وكذلك فعل اهالي القرى والتجمعات السكنية المجاورة ".

محافظة ذي قار شكلت لجنة لتقصي الحقائق والنظر بمطالبات الاهالي.

وقال طارق نصار مدير دائرة خطوط النفط لوكالة (اصوات العراق)ان "محافظة ذي قار قررت تشكيل لجنة تضم عددا من الدوائر المختصة والتي تمتلك بيانات حول القرى الزراعية وخصوصا في نواحي الفجر والغراف والبطحاء، للنظر بالشكوى المقدمة من الاهالي حول وجودهم قبل الانبوب"، مضيفا أن "القانون الدولي وقانون السلامة العامة ينصان على وجود محرمات حول انبوب النفط تمتد الى مسافة 75 مترا من الجانبين لضمان سلامة الجميع"، مضيفا "يوجد تجاوزات على محرمات الانبوب بعد 2003 وقبلها، والان هنالك بيوت غير قانونية (حواسم) تبنى على المحرمات دون الالتفات للقوانين ولخطورة الامر".

منظمات المجتمع المدني اعتبرت ان المشكلة معقدة.

وقال بسام الجابري عن منظمة البيت العراقي  لوكالة(اصوات العراق) ان "المشكلة معقدة ويتضرر بها اكثر من طرف، وعلى اهالي القرى قبل ان يطالبوا ببقائهم عليهم ان يشددوا مطالبهم بتأمين بيوتهم التي تقع على خطر مميت ووشيك، لان معظم انابيب النفط بالمحافظة قديم وعمره يزيد على 36 عاما، وانتهت فترة صلاحيته الافتراضية، ولم تجرعليه أي كشوفات سلامة وامان بموجب القوانين الدولية التي تطورت كثيرا"، منوها "هناك انابيب عميقة حيث لا توجد خرائط واضحة ومحددة لها فالدوائر المختصة تنتظر انكسار الانبوب لأجراء كشف على منطقة التسرب فقط كما لا توجد الاليات المناسبة لمعالجة التسرب النفطي او التقليل من اثاره المدمرة على  البيئة "، ونوه "للنفط الخام ومشتقاته خطورة سمّية عالية نظراً لانبعاث الغازات السامه منها مثل كبريتيد الهيدروجين (h2s)وغازات أخرى عند التبخر أو تحلل جزيئات النفط المتسرب، اما عند تلوث التربة سوف تفسد ولا حل غير ازالة طبقة منها لأنه يغير من صفاتها وخواصها الطبيعية أو الكيميائية أو الحيوية بشكل يجعلها تؤثر سلباً بصورة مباشرة أو غير مباشرة على من يعيش فوق سطحها من انسان وحيوان ونبات، ويعتمد مقدار الضرر على نوع الملوث وصفات الأرض والظروف المناخية والعوامل الطبيعية، كما ان له اثار بيئية وصحية مدمرة عند احتراقه بالمناطق السكنية".

يذكر ان عدة حرائق نفطية نشبت من قبل مجهولين العام الماضي بعد يأس اهالي المناطق من معالجة مستنقعات نفطية نشأت عن انكسار في خطوط وانابيب نقل النفط ومشتقاته، التي تمتد لطول يقارب 500 كم  بالمحافظة، منها 176 كم طول الخط الرابط بين الناصرية والكوت المجاورة .

وتقع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار على بعد 365كم جنوب العاصمة بغداد.

المصدر:اصوات العراق

Share |