الايرانيون في قاعدة الامام علي الجوية بعد عام من انسحاب الامريكيين منها
Sat, 3 Nov 2012 الساعة : 10:41

وكالات:
من المؤمل ان يدخل الايرانيون قاعدة الامام علي الجوية تزامنا مع الذكرى السنوية الاولى لانسحاب القوات الامريكية منها والتي توافق الـ16 من كانون الاول المقبل، فيما قال مسؤولون في محافظة ذي قار أن الايرانيين سيدخلون القاعدة بصفة مستثمرين في قطاع الطيران المدني في مكان ملاصق للقاعدة العسكرية.
مسؤول رفيع في مجلس محافظة ذي قار كشف لـ"المسلة" عن وجود "اتفاق مبدئي بين مجلس محافظة ذي قار وعدد من الشركات الايرانية يقضي بتسليم جزء من ارض القاعدة لتلك الشركات بهدف بناء مطار مدني عليها وربما تولي مهمة ادارة المطار بعد ذلك".
المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته اوضح ان "الاتفاق ابرم خلال زيارة رسمية قام بها مؤخرا وفد من اعضاء مجلس المحافظة الى العاصمة الايرانية طهران حيث التقوا هناك بممثلي عدد من شركات الطيران الايرانية لبحث ملف مطار الناصرية المدني المزمع انشاؤه على ارض القاعدة غربي الناصرية".
واوضح ان "الوفد توصل الى اتفاق مبدئي مع تلك الشركات يقضي باجراء دراسات اولية للمشروع يعقبها قيام وفد من الشركات الايرانية بزيارة قاعدة الامام علي الجوية في منتصف شهر كانون الاول المقبل بهدف الاطلاع ميدانيا على ارض المشروع".
وطبقا لما اورده المسؤول فإن "العائق الوحيد امام المشروع لغاية الان هو الجهة الممولة له، دون وجود اي حرج فيما يتعلق بهوية الشركات المنفذة او المحظورات الامنية المتعلقة بالمشروع".
وبخصوص احتمالية بقاء الشركات الايرانية لتولي مهمة ادارة المطار بعد الانتهاء من بنائه، قال إن "ذلك احتمال وارد بقوة، بل ان المحافظة قد تكلف الشركات الايرانية بادارة المطار وحركة الطيران فيه حتى لو لم تتكفل بتمويل المشروع، رغم ان المطار سيكون ملاصق تماما للقاعدة الجوية وستكون حركة الطيران متشابكة بينهما".
لكن يبدو ان رغبة الحكومة المحلية بالتعاقد مع شركات اجنبية لم ترق لقيادة قاعدة الامام علي الجوية، والتي اعلنت رفضها المطلق للفكرة واشترطت موافقات الجهات الامنية العليا.
وقال امر القاعدة، امر السرب الجوي 70، العميد الركن عبد الحكيم عبود طاهر، انه سيمنع "اي شركة اجنبية من الدخول الى ارض القاعدة ولن يسمح لاي جهة بالتجول او الاطلاع على مرافق القاعدة مهما كانت هويتها".
وتساءل "كيف يمكن لشركة اجنبية ان تتحرك وتعمل الى جوار قاعدة عسكرية فعالة ستراتيجيا"، مضيفا "هذا امر لا يمكن القبول به الا اذا صدرت تعليمات خاصة وتوجيهات محددة من مكتب القائد العام للقوات المسلحة او وزارة الدفاع العراقية".
ولم ينف طاهر "وجود موافقة مبدئية من رئيس الوزراء نوري المالكي على بناء مطار مدني على جزء مستقطع من القاعدة"، غير انه لفت الى ان "الامر ما زال قيد الدراسة الاولية وهو بحاجة الى المزيد من الوقت".
وتعد قاعدة الامام علي الجوية واحدة من اكبر القواعد العسكرية العراقية على الاطلاق وكانت الاخيرة التي انسحب منها الامريكيون حين انسحبوا من العراق، حيث تم تسليمها في حفل رسمي للجانب العراقي في الـ16 من كانون الاول من العام الماضي.
ويشغل القاعدة حاليا السرب الجوي 70 الذي ينفذ طلعات جوية بهدف توفير الغطاء لمنطقة العمليات المشتركة التي تشمل محافظات ميسان والمثنى وذي قار ومناطق شمال البصرة فضلا عن المناطق الحدودية.
كما يقوم السرب بتوفير الغطاء الجوي لقيادة القوات البرية للمناطق غير المسيطر عليها والتي تقع ضمن حدود هذه المحافظات من خلال التعاون في غرفة العمليات المشتركة
وتضم القاعدة كذلك منظومة رادار متطورة امريكية الصنع تغطي مناطق واسعة من جنوب العراق فضلا عن مساحات حدودية داخل كل من ايران والسعودية.
وتعد القاعدة مركزا مهما لحركة وتنقل كبار المسؤولين العراقيين والاجانب حيث يقصدها رئيس الحكومة نوري المالكي خلال زياراته الى المحافظة فضلا عن انها استقبلت في العام 2008 وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير.
المصدر:المسلة