وكالات:
أبدى مسؤولون محليون في محافظة ذي قار تخوفهم من قيام جهات وصفوها بـ"المجهولة" بتطويع المئات من الأشخاص تحت ذريعة حماية الشركات التركية العاملة في المحافظة.
وجاءت المخاوف اثر اكتشاف وثيقة رسمية حصلت عليها (الصباح)، صادرة عن جهة تدعى (SPI) وتنص على "تعيين (1781) شخصا على ملاكها وإدخالهم في دورة سريعة في محافظة ذي قار لمدة 15 يوما، لتوزيعهم بعد ذلك بين مواقع الشركات التركية العاملة داخل المحافظة".والوثيقة التي تحمل توقيع أحد الأشخاص تقول المعلومات المتوفرة لدى الجهات الأمنية في ذي قار انه كان يعمل ضابطا في قوات المارينز الأميركية ويعمل حاليا موظفا في سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وتشير إلى ان "المتطوعين من قبل ممثل شركتنا في محافظة ذي قار المدعو (...) وهو المخول بتوزيعهم بين مواقع الشركات التركية حصرا".ويقول مصدر أمني، رافضا الكشف عن اسمه لحساسية الموقف، ان المدعو (...) المسؤول عن توزيع المتطوعين في المحافظة الذي ورد اسمه في الوثيقة "له ميول وانتماءات سابقة وصلة بحزب البعث المنحل".وفي هذا الصدد يقول مسؤولون في مجلس محافظة ذي قار: ان هذه المعطيات تضع أكثر من علامة استفهام بشأن أهداف استحداث مثل هذا التشكيل المسلح يتحرك بسهولة وتحت غطاء قانوني، ما يمثل تهديدا حقيقيا وخطيرا لأمن الدولة.ويؤكد المصدر الأمني انه "ليس لتركيا مواقع عمل أو شركات تعمل في المحافظة عدا شركة واحدة المنفذة للمستشفى التركي في الناصرية"، موضحين ان "ذلك لا يعطي مسوغا لتطويع نحو (1800) شخص وتزويدهم بباجات خاصة وأسلحة وسيارات وهو ما يوازي عناصر لواء قتالي"، متسائلين عن "أحقية تلك الجهات بتطويع أو تجنيد هذا العدد الكبير لحماية شركة واحدة أو اكثر".
ويتساءل المعنيون: "هل ذلك يعطي الحق لجميع الشركات الأجنبية العاملة في ذي قار بتشكيل قوة أمنية مسلحة لحماية شركاتها، وما هو دور القوات الأمنية في حماية مواقع تلك الشركات".والمح المسؤولون الى ان "الاجراء يدخل ضمن مخطط  لتكثيف تواجد بعض الجهات الاقليمية للهيمنة على مناطق معينة على المدى البعيد، او تشكيل شبكة للتجسس وجمع المعلومات تحت مسمى حماية الشركات الاجنبية"، داعين الحكومة المركزية الى "اليقظة والحذر من هذه المخططات، وان تنظر الى ما يحصل وسيحصل من اختراق للقوات الامنية واضعافها وفرض الهيمنة على مدن معينة وهو ما يشكل تهديدا لأمن البلاد".
المصدر:الصباح