رب أسرة يتهم اجهزة حكومية في ذي قار بإهمال تسبب بوفاة اطفاله الاربعة حرقا
Thu, 6 Sep 2012 الساعة : 8:13

وكالات:
اتهم رب أسرة بمحافظة ذي قار، أجهزة حكومية في المحافظة بالإهمال والتعامل غير الإنساني ما تسبب بوفاة اطفاله الاربعة حرقا، مطالبا بمحاسبة المتسببين بالحادثة لمنع تكرار هذه الحوادث، فيما اكد مسؤولون وجود الاهمال في حين أنكره آخرون.
وقال علي هادي لوكالة (أصوات العراق) ان "اطفالي الاربعة (هادي 6 سنوات، وحوراء 9 سنوات، ونور 11 سنة، وحيدر 13 سنة) قتلوا حرقا نتيجة لإهمال وتسيب الاجهزة الحكومية وعدم وجود رقيب يحاسبهم".
واضاف "تسبب تيار كهربائي ضعيف جهزت به منطقتنا مديرية توزيع الكهرباء بعطل المكيف واحتراقه الذي امتد ليشمل الغرفة التي يتواجد بها اطفالي الاربعة وكانوا نيام، في الساعة التاسعة صباحا تقريبا، واتصلنا على ارقام المخصصة للإسعاف والدفاع المدني وكانوا يرفضون المكالمات مما اضطرنا للاستعانة بسيطرة امنية قريبة، وتمت المناداة على الحريق والاسعاف والكهرباء منها".
واضاف "وصلت سيارة الحريق واحدة بعد45 دقيقة رغم ان مقرها بشارع عشرين يبعد قرابة 3 كيلومتر عنا، وابدلوا ملابسهم بباب بيتنا وساعدهم الجيران الا انهم لم يكن لديهم مياه كافية بخزانهم، وكذلك ليس لديهم أضويه للرؤية بالدخان الكثيف الا التي يجب ايصالها للسيارة البعيدة ولا يمتلكون اسلاك كافية، كما ان دائرة الكهرباء رفضت قطع التيار الكهربائي عن المنطقة مما صعب مهمتنا بالإطفاء، واستطعنا اخراج الاطفال وكان اثنان منهم احياء بينما فارقت البنتين الحياة على الفور، ونقلناهم للمستشفى بسيارة اجرة لان الاسعاف وصلت بعدنا بنصف ساعة".
واشار "عند وصولنا الى طوارئ المستشفى رفضوا استقبالنا بحجة ان هنالك ردهة مخصصة للحروق، رغم ان الطفلين كانوا يعانون الاختناق فقط وليس لديهم حروق، اخذونا للردهة واخبرونا ان الطفلين ميتين وبعدها ذكر احد الكوادر الطبية المرافقة لجثة احد الطفلين اثناء نقله الى قسم الطب العدلي، انه حي وارجعناهم لقسم الحروق الذين اجروا اسعافات اولية له، ثم ارسلوا على جهاز الرجة الكهربائية الذي تعطل وصوله لقرابة نصف ساعة وعندما وجدوه احتاجوا مقسما كهربائيا وبحثوا عنه لمدة 10 دقائق ليعلنوا بعدها وفاة الطفل".
واكد "أطالب بمحاسبة من تسببوا بقتل اطفالي حتى لا تتكرر هذه الفاجعة مرة أخرى".
وتقع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار على بعد 365 كم جنوب العاصمة بغداد.
وكانت نوال جمعة عضوة لجنة التعينات بمجلس محافظة ذي قار طالبت، الاثنين الماضي، وزير الصحة بالاستقالة احتراما لأرواح هذا الشعب المظلوم على خلفية وفاة أسرة مكونة من خمسة أفراد بالمحافظة نتيجة إهمال طبي في تشخيص حالتهم.
وجاء في بيان للنائبة تلقت وكالة (أصوات العراق) نسخة منه "أن هذه المطالبة جاءت بعد اكتشف أن طفلا نقل مع أسرته، المكونة من أم وأربعة أطفال إلى المستشفى نتيجة حريق في منزله، كان ما يزال حيا بعد أن كان يظن أنه وأسرته فارقوا الحياة بعد جلبهم للمستشفى".
ويضيف البيان أنه "وبعد اجراء الفحص تبين ان العائلة المكونة من أم واربعة اطفال قد كانوا فقدوا للوعي بسبب الدخان وقد تم وضعهم في الثلاجة بدون تشخيص مما تسبب في وفاة الام والاطفال الاخرين".
وتابعت أن "من واجب الحكومة المحلية اليوم ان تقف وقفة حقيقية للحد من تكرار الأخطاء الطبية وحالة اللامبالاة التي يتم التعامل بها مع المواطن".
ودعت إلى "المحاسبة بشدة لكل من قصر في اداء مهنته".
وفي ردها حول مصدر معلوماتها اجابت وكالة (أصوات العراق) ان "شهود عيان ابلغوني بالحادث، وطالبت بفتح تحقيق بالموضوع الذي أعده ارهاب من نوع أخر ، وعلى الجهات الطبية التعامل مع حياة الناس بأسلوب أكثر جدية".
مديرية الدفاع المدني رفضت الاتهامات معلنه انها تلقت كتاب شكر لأدائها المهني العالي بالحادث.
وذكر مصدر لوكالة (أصوات العراق) ان "بحسب تقرير الحادث المرقم 72 في 29/8 فان وقت الاخبار عن الحادث كان الساعة التاسعة صباحا ووقت الوصول كان بعدها بدقيقتين، ووقت اخماد الحريق كان بعدها بثلاث دقائق وعودة المفرزة التي كانت تتضمن سيارة اطفاء بالإضافة لسيارة حوضية، وتلقينا بعدها كتاب شكر وتقدير من مديرية الشرطة لحسن الاداء"
مؤكدا "تقرير الدفاع المدني يشير الى ان الاطفال الاربعة اخرجوا من الحريق وتم نقلهم للمستشفى وهم احياء، لكن تعطل الاجراءات الطبية واسعافهم هي السبب بوفاتهم".
مضيفا "على العموم لدينا معاناة من عدم معرفة الناس بأرقام هواتفنا، والمشكلة الاخرى اغلاق الطرق "
شاهد عيان أكد وجود تقصير واضح للأجهزة الحكومية بالتعامل مع الحادث.
وقال المواطن هيثم محسن لوكالة (أصوات العراق) ان "هنالك تقصير واضح للصحة والدفاع المدني والكهرباء والشرطة في انقاذ الاطفال فالإسعاف لم تصل الابعد نقل الضحايا، بينما رفض رجال الدفاع المدني الدخول للبيت قبل وصول مفرزة الكهرباء لفصلها، وكانوا، متخوفين عندما شاهدوا قوة الحريق، مما دفع المواطنين بان يطلبون منهم اعطائهم عدتهم ليتولوا هم أطفاء النار ولكنهم رفضوا".
واضاف "رجال الاطفاء كانوا يرتدون اقنعة ضد الغازات ولكنهم نسوا ان يجلبوا معهم قناني الاوكسجين التي يربط بها القناع ".
واشار "حتى بعد انتهاء الحريق لم تحضر مفرزة الكهرباء لفصل كهرباء البيت عن المنطقة مما أضطر الاهالي لقطعها بواسطة مسحاة".
صحة ذي قار طالبت وسائل الاعلام والمسؤولين بتوخي الدقة قبل نشر الاخبار.
وقال مدير مستشفى التعليمي احمد ألخاقاني لوكالة (أصوات العراق) ان "الخبر الذي تم تداوله عار عن الصحة تماماً، والحقيقة هو إن الأطفال الأربعة وصلوا إلى المستشفى يرافقهم طبيبا من ذويهم وعند دخولهم لردهة الحروق تم فحصهم من قبل الطبيب المتواجد بالردهة وثبتت وفاتهم".
وأشار "أثناء عملية إلى الطبابة العدلية النقل ونتيجة لاهتزاز العربات تحركت يد احد الأطفال، ما دفع بموظف الخدمة لإعادته فورا إلى ردهة الحروق ظنا منه انه حيا، وتم فحصه ثانية من قبل طبيبين اثنين وثبتت وفاتهم أيضا قبل وصولهم للمستشفى، والام خرجت بحالة متحسنة"
وطالب الخاقاني "وسائل الاعلام والمسؤولين بتوخي الدقة والتأكد من صحة الخبر من مصدره قبل التصريح به، لأنه يؤدي الى فقدان ثقة المواطن بمؤسساته الصحية وكذلك إلى استنزاف لجهود العاملين بالمؤسسات الصحية".
وعن تعطل الاسعاف اجاب الخاقاني وكالة (أصوات العراق) ان "هنالك مديرية للإسعاف الفوري وليس من تخصصي الاجابة عنها، وتم اتخاذ كافة الاجراءات الصحية الضرورية عند وصول الاطفال ولكنهم وصولوا موتى".
وعن سبب عدم استقبالهم بالطوارئ اجاب "لدينا قسم مختص بالحروق وهو ليس بعيد ويتوفر به اجهزة مختصة"
المصدر:اصوات العراق