مخاوف من ارتفاع اسعار "سوق السلاح" بالناصرية

Tue, 28 Aug 2012 الساعة : 8:49

وكالات:
 تشهد المناطق العشائرية والمحيطة بمدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، حالة من القلق بعد الارتفاعات التي سجلتها أسعار الأسلحة في السوق غير الرسمي بالمحافظة نتيجة الطلب المتزايد عليها، وسط مخاوف من اندلاع صراعات مسلحة او استغلال جهات خارجية لهذه الأسلحة.
وذكر مصدر امني في الناصرية لوكالة (أصوات العراق) ان "هنالك معلومات استخبارية حول وجود جماعات غير معروفة الانتماء بدأت منذ اسبوع بشراء الأسلحة بكافة انواعها من العشائر وبأي سعر كان ما رفع أسعارها في السوق، ومن دون معرفة الجهة التي ستصل اليها هذه الأسلحة مع ورود معلومات عن توجهها للجيش الحر في سوريا او حتى لتنظيمات ارهابية جديدة تحاول البروز على الساحة بدعم اقليمي".
فيما أكد مصدر مطلع في محافظة ذي قار، لوكالة (أصوات العراق) ان "الأجهزة الأمنية تحقق في تورط عدد من التجار، بتجميع كميات من الأسلحة الخفيفة، من مناطق مختلفة في المحافظة وتهريبها إلى الجيش الحر في سوريا، عبر وسيط كردي".
واضاف: "تم  تكثيف عمل الأجهزة الاستخبارية، ونقاط التفتيش عند مداخل المدن، بما يسهم في الحد من عمليات تهريب الاسلحة".
وسوق السلاح بالناصرية الذي يقع قرب باب الشطرة القديم، كان قد اختفى عام 2004 بعد ظهوره للعلن مدة تزيد على العام، ليتحول بعدها لسوق غير رسمي تتداول فيه الأسلحة بأنواعها في المقاهي القريبة منه وعبر صفقات ومعاملات سرية، قبل ان تشدد الأجهزة الأمنية قبضتها ليتحول الى  معاملات منفردة وغير علنية. ونقل متابعون للسوق اسعار بعض الأسلحة في شهر رمضان، فقطعة الكلاشنكوف نص اخمص كانت تبلغ 360 $ ، بينما سعر قطعة بندقية الكلاشنكوف المقلدة (ليبي وصيني ويوغسلافي وجيكي) فبيع 200$ الى 250$ ، بينما تبلغ اسعار الاسلحة المتوسطة (باستثناء رشاشة بي كي سي) وبنادق السيمنوف الروسي التي كان يستعملها الحراس الليليين وتصل الى نحو 100$.

ارتفاعات غير مسبوقة
ويؤكد المتابعون ان الأسعار شهدت أخيرا ارتفاعات غير مسبوقة، ولأسباب غير معروفة ما يثير القلق.
وقال الاعلامي مثنى السعيدي لوكالة (أصوات العراق):  "وردتنا معلومات عن ارتفاع غير معروف السبب بأسعار السلاح في مناطق الشطرة (45كم شمال الناصرية) البعض يعزوها لإشاعات يطلقها تجار الاسلحة، عن وجود جهات تسعى لتسليح تنظيمات مسلحة بسوريا والمنطقة الغربية من العراق، بينما هنالك احاديث حول وجود جهات تحاول خلق ازمات للمواطنين عبر اطلاقها الاشاعات والتي ستجعل الناس وخصوصا العشائر تقبل على شراء السلاح وخزنه وسط مخاوف من اندلاع ازمات مسلحة، بينما يتحدث البعض عن محاولة افراغ مناطق العشائر المتواجدة اسفل محافظة بغداد من الاسلحة لأغراض مستقبلية".
المواطن علي الحربي قال لوكالة (أصوات العراق) ان "هنالك كلاما متداولا  منذ فترة بقضاء سوق الشيوخ (30 كم شرق الناصرية) عن ارتفاع سعر الأسلحة مع وجود اقبال على شرائها من قبل جهات غير محددة وهو امر لا يمكن التأكد منه بسهولة الا ان معارفنا يشيرون الى وجوه جديدة بدأت تتحكم بسوق الأسلحة وتحاول نقل رشاشات البي كي سي التي ارتفع سعر الجيد منها ليصل الى 3000$ الى شمالي بغداد وغربها، وهو امر يثير المخاوف مع وجود صراعات عشائرية مختلفة وقرب موعد الانتخابات القادمة".

مخاوف مفتعلة لأغراض تخريبية
لكن المحلل صلاح غني الحصيني قال لوكالة (أصوات العراق) ان "السلاح الذي يتحدثون عنه في الأغلب هو خفيف وقديم ومن مخلفات جيش صدام أي مر عليه اكثر من 20 عاما من التداول، وكمياته  قليلة ولا تغري من يسمونهم بتجار الأسلحة لتصديرها بالجملة لأي منطقة، صحيح ان السلاح بكل انواعه متوفر بالناصرية وبأسعار زهيدة ولكن كميته  قليلة ولا يمكنها توفير التمويل المستمر لميليشيات داخلية حتى، وليس لجهات عسكرية تخوض حربا اهلية على بعد 1000كم".
وانتقد الحصيني تصريحات بعض المسؤولين  "هنالك تغييب لدور الأجهزة الأمنية، في تصريحات المسؤولين أيا كانوا، فهم يتحدثون عما يفعله الآخرون دون الالتفات لدورهم في ايقاف هذه الاعمال ان وجدت او الامتناع عن التصريحات غير المؤكدة التي تساهم بصورة سلبية في اعطاء المصداقية للإشاعات التخريبية التي تهدف لافتعال ازمة جديدة".
يذكر ان عشائر ذي قار تحتفظ وعبر تاريخها بالأسلحة وتعتبرها تقليدا، رغم منعها من قبل الحكومات المختلفة من زمن الاحتلال العثماني والانكليزي وحتى العهد السابق. وخاضت عدد كبير من الحروب الصغيرة ضد تلك الحكومات ابرزها كانت ضد الانكليز حينما حاولوا في سنة 1916م العبور الى منطقة الغراف باتجاه الكوت، حيث اشبكت معهم بالسلاح الابيض وبعض الاسلحة البدائية، وقد اسفرت هذه المعركة عن تكبيد البريطانيين خسائر في صفوف قواتهم بلغت حوالي 1000 قتيل .
وتقع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار على بعد 365 كم جنوب العاصمة بغداد.
المصدر:اصوات العراق

Share |