مرضى العيون التسعة: أجريت لنا عمليات فاشلة أخرى في عيادة طبية متواضعة بلبنان

Mon, 27 Aug 2012 الساعة : 8:27

وكالات:

يبدو أن سوء الطالع بات يلاحق المرضى التسعة من أهالي محافظة ذي قار أينما  ذهبوا، فبعد معاناتهم مع فشل عمليات زرع العدسات التي أجريت لهم في  الناصرية، أرسلتهم وزارة الصحة للعلاج خارج البلاد لكنها بدلا من علاجهم في  مستشفى مشهود له بكفاءاته وقدراته الطبية، أجرت لهم عمليات جراحية فاشلة  أخرى في عيادة طبية متواضعة في لبنان.
عباس كريم، الذي رافق قريبته فاطمة، إحدى المرضى التسعة، في رحلة علاجها ببغداد ولبنان، قال في حديثه لـ"المدى": إن جميع المرضى التسعة الذين أرسلتهم وزارة الصحة للعلاج في لبنان تدهورت حالتهم الصحية بشكل كبير. وأضاف "المرضى فقدوا البصر تماما في الأعين التي أجريت لها العمليات في عيادة متواضعة بدلا من مستشفى الشرق الأوسط الذي كان المسؤولون قد وعدوا به المرضى سابقا"، مشيرا إلى أن "العملية التي أجريت في تلك العيادة الخاصة لم تستغرق سوى ربع ساعة لكل مريض بعدها طلبوا من المرضى مغادرة العيادة إلى الفندق مشيا على الأقدام".
وتابع كريم "كما أن المسؤولين عن تلك العيادات وبعد أن تقاضوا من كل مريض كامل المبلغ الذي خصصته وزارة الصحة والبالغ 7800 دولار، أجبروهم على مغادرة الفندق والسفر بعد 16 ساعة من إجراء العملية". وأكد كريم أن المسؤولين عن تلك العيادات "هددوا المرضى باللجوء إلى الشرطة في حال لم يدفع كل كامل المبلغ". وأشار إلى أن "المرضى ورغم ما تعرضوا له من إحباط وألم، حيث تعرضت عملياتهم للفشل مرة أخرى وفقدوا الأمل تماما باستعادة البصر، اضطروا إلى دفع رسوم تأشيرة الدخول (الفيزا) وأجور النقل الداخلي وغيرها من المصاريف الأخرى من جيوبهم الخاصة، ما حملهم أعباء مالية إضافية، خاصة وأن معظمهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود".
وكان رئيس دائرة صحة ذي قار السابق الدكتور هادي بدر الرياحي، قد كشف لـ"المدى" عن فشل تسع عمليات جراحية معظمها لزرع عدسات في العين، أجريت في السادس والعشرين من شهر حزيران الماضي في مستشفى الحبوبي العام بالناصرية، وتسببت للمرضى بمضاعفات خطرة استوجبت نقلهم بصورة عاجلة إلى مستشفى ابن الهيثم في بغداد. فيما أوعز وزير الصحة الدكتور مجيد حمه أمين في وقت لاحق من وصول المرضى التسعة إلى بغداد، بإرسالهم للعلاج خارج البلاد حيث تم إرسالهم إلى لبنان.
من جانبه، أكد عادل هاشم، الذي رافق والده هاشم علي جبار، أحد المرضى التسعة، ما ذهب إليه المرافق عباس كريم، وأضاف "العمليات التي أجريت في الخارج لا تعدو كونها عمليات روتينية لتنظيف العين ويمكن إجراؤها في أي مستشفى حكومي مجانا". وبين أن "المرضى ومرافقيهم فوجئوا بتدني مستوى الخدمات والقدرات الطبية في العيادة  الخاصة التي أرسلوا إليها في لبنان"، مشيرا إلى أن والده "أجريت له عملية جراحية في الساعة الخامسة عصر يوم الأربعاء وأجبر مع زملائه على الطيران والعودة إلى العراق في الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي، من دون أية احتياطات طبية لاحتمالية تعرض المرضى لمضاعفات أثناء السفر". وتابع هاشم "وعندما اعترضنا على موعد السفر وطلبنا تأجيله لحين الاطمئنان على صحة المرضى ونجاح العملية، أخبرتنا الإدارة الطبية في تلك العيادة أن هذه الإجراءات متفق عليها مع هيئة الصحة الدولية في وزارة الصحة العراقية". وقال هاشم: "جميع المرضى ومن بينهم والدي فقدوا البصر تماما وعيونهم ما زالت متورمة ولم يتمكنوا من النوم إلا بعد تعاطي المهدئات والحبوب المنومة".

المصدر:المدى

Share |