"الجسور" تنتقص من فرحة العيد بالناصرية

Sat, 25 Aug 2012 الساعة : 10:29

وكالات:

يعاني اهالي الناصرية من مشكلة جديدة خلال عيد الفطر المبارك وهي الانتظار لأوقات طويلة لعبور الجسور القليلة بالمدينة مما نغص فرحة العيد على اغلبية العوائل التي تحاول الوصول لاماكن الترفيه.

وقال المواطن ابو محمد (موظف55سنة) لوكالة (أصوات العراق) أن "الازدحام الذي نعيشه بالناصرية لم اشهده طوال عمري فيها، فانا انتظر منذ حوالي 45 دقيقة لعبور الجسر السريع باتجاه صوب الجزيرة، ولا اعرف لماذا يسموه سريعا اذا كانت هذه حاله ويسبب تعطل الناس. بعد ان حاولت التخلص ازدحام من جسر النصر اثر اغلاق جسر الزيتون وتحويله الى اتجاه واحد للعبور لصوب الشامية فقط".
واضاف" اخبرت أطفالي انني لن اخرجهم مجددا اذا وصلت اليوم للبيت، لان الوقت الذي قضيناه بالسيارة اكبر مما امضيناه بمدينة الالعاب".
المواطنة ام علي تحيطها بناتها الصغار الخمس قالت لوكالة (أصوات العراق) ان "الاطفال الصغار كانوا يلحون علي منذ الامس لإخراجهم لمدينة الالعاب، وكنت اتحجج بازدحام مدينة الالعاب بالناس، وتورطت بالاستماع لطلبهم لأنني صار لي ساعة منذ اذان المغرب احاول الحصول على سيارة اجرة توصلني لمنزلي بالصوب الثاني ، وحتى محاولات رجال الشرطة مشكورين بمساعدتي بإيقاف التاكسي لم تنفع لان جميع سواق التاكسي يرفضون العبور لأنه يعطلهم لساعات وهم ناس على باب الله بحسب قولهم ، الوقت تأخر ولا اعرف ماذا اعمل".
جسور المدينة الثلاث شهدت ازدحاما غير مسبوق وامتدت طوابير السيار ات لعدة كيلومترات مما اسهم بأغلاق شوارع ومسارب فرعية زادت من حجم الازدحام.
مصدر امني فضل عدم ذكر اسمه قال لوكالة (أصوات العراق) ان "حجم الازدحام المروري تضاعف عن العام الماضي الذي كنت اراقبه بحكم عملي، نظرا لزيادة سكان الناصرية وكذلك تضاعف اعداد السيارات بدون تخطيط بالمحافظة وغياب ايجاد الحلول الحقيقية لقضية الطرق بالناصرية التي مازالت على نفس شوارعها الرئيسية التي انشئت منذ بداية القرن الماضي".
واضاف "عملية اغلاق بعض الطرق لأسباب امنية ضمن خطة العيد، ليست السبب الرئيس لهذا الازدحام لان بقية الشوارع فارغة بالناصرية ماعدا مقتربات الجسور والشوارع المؤدية اليها، وهو امر يؤشر لحاجة المدينة حاليا لثلاث جسور على الاقل وهو امر لم اسمع بوجود خطة له".
محلل اعتبر ان المحافظة تعاني من ضعف البنى التحتية عموما.
وقال حيدر الحجامي عن مركز الجنوب للدراسات الاستراتيجية لوكالة (أصوات العراق) ان "رغم المشاريع المنفذة بميزانية اجمالية فاقت مليار ونصف مليار دولار منذ2003 ولحد الان، الا ان محافظة ذي قار مازالت تفتقد البنى التحتية وهنالك نقص واضح بالجسور ، ومعظم المشاريع تفتقد لخطة استراتيجية حقيقية لأسباب عدة قد يكون منها قلة خبرة المسؤول المنتخب، وقصر عمر الحكومات المحلية التي تتغير كل 4 اعوام، والمشكلة ستكبر بالتأكيد مع وجود مدينة العاب وحيدة تقع على بداية احد الجسور لمحافظة تعدادها 2 مليون شخص، والمحافظة تشهد انفجارا بالسكان بعد نزوح اهالي الاهوار والمناطق الزراعية بسبب الجفاف"
واضاف " وهنالك مسعى لأنشاء جسر الحضارات والذي كثر الكلام عن وجود فساد به يعيق تنفيذه بالصورة التي تم التعاقد عليها، رغم وجود اعتراضات على طريقة التنفيذ والية اختيار المكان اصلا، حيث سيسرع عملية الوصول الى قلب الناصرية دون اقتراح مكمل له يسرع عملية الخروج من هذا المكان المزدحم اصلا ".
محلل اخر اعتبر ان المشكلة تتعلق ببعد المسؤول عن حاجات الناس.
وقال فاضل الخاقاني لوكالة (أصوات العراق) ان "مشكلة الجسور دليل اخر على غياب المسؤول عن حاجات الشارع ومشاكله، لان قضية الطرق والجسور ليست معقدة  مثل مسائل الطاقة، وتوجد حلول انية وسريعة لها اذا وجدت النية والعزم على انهائها، والعيد اصبح نقمة على العوائل من جراء الازدحام الغريب على الناصرية".
وتمتلك مدينة الناصرية التي يقارب عدد سكانها مليون نسمة  3 جسور احدها مؤقت وانتهى عمره الافتراضي الذي قدر بخمس سنوات منذ عام 2000 ومازال مستمرا بالعمل،وهدم  جسر النصر الذي انشى  في خمسينات القرن الماضي بقصف   عام 1990 واعيد بنائه بعد عدة سنين ولكن باقل كفاءة ليكون باتجاه واحد، فيما يعاني الجسر الفرنسي احدث جسورها والذي انتهى العمل به في ثمانينات القرن الماضي من وجود تخسفات كبيرة جراء قصفه بعدة صواريخ في حرب عام 1990 ولم تنجح عدة محاولات لترقيعه.
فيما تحوم عدة شكوك حول جدية مشروع انشاء جسر الحضارات وهو عبارة عن جسر معلق يبلغ طوله 213 متراً وبعرض 30 متراً، ويتكون من أربعة ممرات للذهاب والإياب، وسيشيد على برج ارتفاعه 70 متراً ومصنوع من الحديد وتصل كلفة الجسر الاجمالية الى 31.5 مليار دينار عراقي تشمل تكاليف التصميم والبناء من قبل شركة فرنسية.
وتقع مدينة الناصرية  مركز محافظة ذي قار على بعد 365 كم جنوب العاصمة بغداد.

المصدر:اصوات العراق

Share |