ليالي رمضان في ذي قار.. فسحة للتنزّه والسمر وتبادل الزيارات العائلية

Sun, 5 Aug 2012 الساعة : 7:55

وكالات:

عند شواطئ الفرات، وتحت أضواء مدينة الألعاب، وفي الأسواق التي أخذت تنشط فيها الحركة بعد الإفطار، تقضي العائلات والأفراد في محافظة ذي قار ليالي رمضان.
ما يميز الليالي الرمضانية في مدينة الناصرية، وما يجعل طقوسها أكثر قربا إلى الروح هو تبادل الزيارات بين العائلات والتسامر إلى ما بعد منتصف الليل في ظل أجواء تحتفي بتبادل أطباق الطعام بين الأقارب والجيران، وتشهد حلقات المحيبس وصراع الديكة ودورة صواني البقلاوة في الساعات التي تمتد ما بين الإفطار والسحور.
وما يميز الليالي الرمضانية في مركز محافظة ذي قار هو اتساع شعبية لعبة المحيبس التي أخذت تستقطب حتى شريحة الصم والبكم الذين أسسوا ومنذ عدة أعوام حلقات خاصة بهم حيث يلعب فريقان من الصم والبكم في أحد مقاهي الناصرية خلال شهر رمضان إذ يتجمع نحو 80 منهم ما بين لاعب ومشجع بانتظار من يفوز بنهاية اللعبة التي تتواصل طيلة شهر رمضان.
كما حفز الاستقرار الأمني الذي تشهده ذي قار أصحاب المحال التجارية والمقاهي الشعبية في شارع النيل وساحة الحبوبي وشارع النصر ومناطق أخرى متفرقة على فتح أبواب محالهم ومقاهيهم حتى ساعات متأخرة من الليل، وقد أتاحت تلك المقاهي الليلية فرصة نادرة للتواصل بين الأدباء والرياضيين والشباب وأصحاب المهن الأخرى وقضاء الوقت بالسهر والتسامر طيلة الليالي الرمضانية.
وبرغم قلة وانحسار المساحات الخضر في هذه المدينة التي لا تنتج الزهور إلا أن العائلات في مركز مدينة الناصرية غالبا ما تجترح البدائل لتحظى بفرصة طيبة لاستثمار الوقت بالمتعة والغبطة والسرور والتخلص من حر المساكن التي ما زالت تعاني من برنامج القطع المبرمج للتيار الكهربائي.
ففي الوقت الذي يتوجه فيه شباب المدينة ليلا إلى المقاهي وحلقات لعب المحيبس وصراع الديكة وسباقات كرة القدم تعد النساء عدتها وتستنفر همتها وشطارتها في شهر رمضان لإعداد وجبات غذائية سريعة وحلويات تليق بنزهة ما بعد الإفطار على كورنيش شاطئ الفرات أو في مدينة الألعاب التي أصبحت قبلة الزوار بعد تجديدها وتحديثها وتجهيزها بألعاب لا يقدر الكبار قبل الصغار على مقاومة إغرائها.
فهناك دواليب الهواء وسفينة نوح والألعاب النهرية ولعبة المقص والدسكفري وألعاب أخرى متنوعة جعلت من مدينة الألعاب ببهرجة أضوائها ومساحاتها الخضر وأمانها النسبي ملاذا للعائلات حيث يتنقل الأطفال والصبية والصبايا أيضا وحتى الكبار من لعبة إلى أخرى حتى منتصف الليل مستنزفين بذلك جيب رب أو ربة الأسرة.
وعلى أية حال فإن أجواء وطقوس رمضان في مدينة الناصرية لا تختلف كثيرا عن بقية مدن العراق فهي تبدأ بقرع طبول السحور من (أبو طبيلة) وتنتهي بصوت المؤذن الذي يعلن موعد الإفطار مشفوعا بدعوات لقبول الصيام .

المصدر:المدى

Share |