اندثار الحرف الشعبية في أهوار الناصرية بسبب الإهمال والصناعات الحديثة

Mon, 30 Jul 2012 الساعة : 12:24

شبكة أخبار الناصرية/حيدر الصالحي:
منذُ أكثر من أربعين عاماً تقريباً أعتاد أبو محمود برفقة زوجته من سكنة أهالي ناحية الفهود ، على صناعة أكثر من عشرة حصران من القصب ، بعد أن يقضيا نصف نهارهما الأول وهما يقومان "بجمع القصب " من عمق الأهوار ، لإدامة صناعتهما التي يتقناها ويعتشان عليها .
اليوم وبعد ما جرى في هذه البقعة التاريخية ، لا يجد أبو محمود بداً من أعمال الذاكرة في ذلك الزمن البسيط الذي اندثر كما اندثرت ُ مقومات صناعة "الحصران " والزوارق وغيرها من الحرف الشعبية من هذه المنطقة منذ أن تم تجفيف الأهوار في تسعينات القرن الماضي .
يقول أبو محمود لشبكة أخبار الناصرية " منذ بداية حياتي في هذه المنطقة كنا نؤمن متطلبات حياتنا من خلال الصناعة اليدوية ، فكنتُ يومياً أقوم "بسف " عشرة حصران من القصب والبردي ومن ثم بيعها في الأسواق المحلية مما يؤمن لي ولعائلتي الدخل الكافي لضروريات الحياة ".
ويضيف " نتمنى  أن تعود تلك الصناعات إلى سابق عهدها وان نجد من يدعم منتجاتنا اليدوية التي للحفاظ عليها من الاندثار ، خصوصاً وان الكثير من الأهالي والأبناء قد تركوا هذه الحرف بعد أن أصبحت لا تؤمن لهم متطلبات الحياة ".
فيما يقول المواطن علي حسين عبد ( 35 عاما ) : كانت الصناعات اليدوية  في الأهوار من أشهر الصناعات التي يتميز بها العراق ، بل وكانت تمثل عصب الحياة هنا في هذه المنطقة فجميع سكان الأهوار يمارسون هذه الصناعات " .
ويضيف " أيضا كانت صناعة السفن الكبيرة والزوارق والحصران والأواني الفخارية  وشباك صيد السمك وصناعة كبس التمور والدبس والألبان الخريط الذي كان يشتريه السواح الذي يزورون اهوار العراق ،وغيرها من الصناعات مزدهرة في هذه البقعة وتصدر الى مناطق اخرى في العراق ، وحتى خارجه ".
مؤكداً " انخفاض الإقبال على هذه الصناعات اليوم وعدم توفر موادها الأولية ، دفع بمزاوليها الى هجرتها والبحث عن أعمال او حرف أخرى أو التوظف بأعمال حكومية لتأمين الدخل ".
مطالباً الحكومة المركزية والمحلية على حد سواء بضرورة الالتفات الى هذه الحرف الشعبية والحفاظ عليها من الاندثار كونها جزء من التراث الشعبي لهذه المنطقة وجزء من الإرث السومري العريق في هذه البقعة المهمة في العالم  ".
فيما تلقي أم محمد باللوم على الصناعات الحديثة التي كانت السبب في تلاشي الصناعات اليدوية .
وتؤكد أنها و منذ 38 عاماً تمارس صناعة الحصران من القصب وتبيعها لتأمين لقمة العيش ، لتحقق اكتفاء ذاتي لها ولأسرتها ، وكانت تقوم بتصدير بضاعتها إلى انحاء العراق بواسطة السفن إلى محافظات اخرى أو عن طريق البحر اما الان يتم بواسطة السيارات لكن ليس بالمستوى المطلوب الذي شهده تلك الصناعة " .
( ت ح ق )

اندثار الحرف الشعبية في أهوار الناصرية بسبب الإهمال والصناعات الحديثة
Share |