شبكة اخبار الناصرية/علاء الطائي:
أغلقت قوات الأمن العراقية في محافظة ذي قار عدد من الطرقات الرئيسية في مدينة الناصرية وسط حالة من التذمر بين الأهالي رغم ما أطلقته السلطات المحلية من تبريرات لعمليات الإغلاق تلك ، الأمر الذي اعتبره محلل سياسي عسكرة لشوارع المدينة واستعراض للعضلات وعقاب جماعي .
شبكة اخبار الناصرية استمعت لأحاديث عدد من أهالي مدينة الناصرية ، عبروا فيها عن رفضهم لما وصفوها بالانعكاسات السلبية لقرار غلق الطرق وخاصة القريبة من عيادات الأطباء .
وقال المواطن قاسم احمد إن غلق الطرق الرئيسية والحيوية في مركز مدينة الناصرية من قبل الأجهزة الأمنية ، تسبب بإرباك في الشارع وتأخر وصول الموظفين والعمال إلى أماكن عملهم .
وأوضح إن غلق شارعي النيل والحبوبي الرئيسيين ، تسبب بتحويل ضغط السابلة والمركبات إلى بقية شوارع المدينة ما تسبب بزحام كثيف في جميع شوارع الناصرية الرئيسية .
أما المواطن سالم داود فقد طالب المسؤولين الأمنيين في المحافظة بان يخرجوا بأنفسهم إلى الشارع ليتلمسوا معانات المواطنين بسبب غلق الشوارع الرئيسية في مركز المدينة .
وأوضح إن شارعي النيل والحبوبي يضمان معظم عيادات الأطباء والمحلات التجارية في الناصرية ، وقد تسبب قطعهما بعرقلة وصول المرضى إلى عيادات الأطباء .
ولفت إلى إن التشديدات الأمنية ، أمر مطلوب ، غير إن قطع الطرقات إجراء خاطئ حيث ستتسبب تلك بزحامات كبيرة في بقية الشوارع وتجعلها هدفا للهجمات الإرهابية .
إلا إن الموطن هادي سعد يرى إن القوات الأمنية تواجه تحديات كبيرة في مجال توفير الأمن ، ويجب على المواطن تقبل موضوع غلق الطرقات من اجل توفير الحماية لجميع أبناء المحافظة .
في المقابل قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار سجاد الاسدي ان قطع الطرقات جاء كخطوة استباقية بعد ورود معلومات استخباراتية حذرت من احتمال وقوع هجمات إرهابية في المدينة .
ونفى أن يقرن فرض التشديدات الأمنية بما يشاع عن تداعي الموقف الأمني في المحافظة ، مؤكدا إن ذي قار تتحسب لوقوع أي مكروه وتعمل على منع استهداف الأسواق والأماكن المكتظة بالمارة ، لاسيما مع وقوع العديد من الهجمات الإرهابية في المحافظات المجاورة .
وتابع ، إن هذه الإجراءات تأتي لصالح الموطن ولتحقيق ضربة استباقية للإرهاب الذين يريد زعزعة الوضع الأمني المستقر في المحافظة .
إلى ذلك انتقد المحلل السياسي ، وسام السيد طاهر ، عسكرة شوارع المدينة ، منوها إلى إن الخطط الأمنية في الأغلب هي وقائية ، وينبغي تطبيقها خارج المدينة ضمن أطواق أمنية تعتمد المعلومة الاستخبارية الدقيقة .
مؤكدا إن ما يحصل الآن ، هو إن القوات الأمنية تركب المحافظة وطرقها الخارجية وركزت عملها بالناصرية وبسبب الأساليب القديمة أصبحت تحقق نتائج إعلامية للإرهابيين بدون أن يبذلوا جهدا ، وهذه الحالة المتشنجة أوصلت رسالتهم ( اي الإرهابيين ) لكل مواطن وأرعبته .
لافتا إلى إن المنطقة التجارية المزدحمة وسط الناصرية صارت صباح اليوم فارغة ولا يوجد فيها إلا مركبات أمنية سوداء في مدخل كل شارع وكأنها ثكنة عسكرية لإثبات الوجود ، في حالة هي استعراضية أكثر مما هي عملية ، وكأنه عقاب الجماعي لأبناء المدينة .
محذرا القادة الأمنيين أن لا يستفزوا المواطنين ويخسروا تعاونهم الذي هو أساس كل هرم امني بأي مكان ، كونهم المصدر الأكبر للمعلومات .
يذكر إن الأجهزة الأمنية في مدينة الناصرية ، وفيما يبدو انه توجيه من مجلس المحافظة ، قامت بإغلاق شارع ألحبوبي وسط الناصرية ، كما أغلقت الممر الأيمن للشارع الرابط بين كورنيش الناصرية ، وشارع الحبوبي ، ليمتد هذا الانقطاع على طول القسم الجنوبي من شارع النيل .
( ت ع ح )