فوضى النقل تجتاح شوارع الناصرية ،شوارع تحولت الى "كراجات" وأخرى الى ساحات مبيت!

Thu, 15 Mar 2012 الساعة : 8:40

وكالات:
أضطر عمار الى ركن مركبته "الكيا " جانباً والوقوف بباب هيئة النقل الخاص  لاسترجاع أوراق السيارة الرسمية ، ودفع غرامة 20الف دينار ، وحين سألنا عمار عن سبب احتجاز مركبته وسحب اورقها الرسمية وتغريمه .؟ ، أجابنا بعبارة مقتضبة : أنهم يدعون وقوفي بمكان خارج "الكراج المخصص " ، علماً أن المنطقة التي أعمل على خطها لا يوجد لها أي مكان في كراج النقل الداخلي الصغير .!.
تركنا عمار بانتظار استرجاع اوراقه ودفع الغرامة، ودخلنا الى هيئة النقل في المنزل المستأجر لها في أحد أحياء الناصرية ، لكن حارس الدائرة أجابنا بأن المدير خارج الدائرة في عمل رسمي الان ، وأمامنا خياران لا ثالث لهما أما الانتظار الممل ، او الرجوع خائبين من حيث أتينا .
لكني ومع الزميل مصور الجريدة أثرنا الذهاب الى "كراج النقل الداخلي "الكائن في شارع ابراهيم الخليل ، وصلنا للمكان المكتظ بمئات السيارات ،نوع "مارسيديس 18راكب " وكيات 11راكب .
عندما يسرق الركاب ..وتعجز الهيئة .!
سألنا بعض العاملين في خطوط النقل الداخلي ، فتجمع البعض منهم ، وبدأوا  الشكاوى من ضيق المكان وكثرة السيارات العاملة على الخطوط ، وشكوا  ايضاً من الهيئة وتشدد بعض منتسبيها معهم ، والغرامات المستمرة أضافة الى صغر المنافذ للكراج  ، وغيرها .
أضافة الى "حبسهم " في هذا المكان الضيق والبعيد عن المواطن ، الذي أصبح يفضل التنقل بواسطة سيارات "التاكسي " الصغيرة التي تعمل على الخطوط وبأجرة 750دينار للفرد الواحد ، وأصبحت تأخذ من الشارع بجانب العيادة الخارجية مرآب لها دون أن تحرك الهيئة ساكناً ، بعض اصحاب المركبات وصفوا أصحاب هذه التاكسيات بالسراق الذين يسرقون الركاب .
بعضهم تطرف في اتهاماته واتهم عناصر من الهيئة بالتساهل مع هولاء الذين يعملون في خطوط النقل الداخلي مقابل الحصول على رشى !.
وهذا أتهام يحتاج الى دليل حتماَ ، ولكن الامانة الصحفية تقتضي نقل اراء الناس .
أهالي السراي يغلقون الشوارع بكتل كونكريتية !
تجولنا في منطقة السراي الواقعة خلف العيادة الخارجية ، وجدنا أن أغلب الشوارع الفرعية مغلقة بالكتل الكونكريتية والحواجز الإسمنتية وحين سألنا عن الجهة التي سمحت بأغلاق هذه الشوارع ؟ أمتنع الكثير من الاهالي عن الاجابة ، ألا أن بعضهم أختار الهجوم وسيلة للدفاع ! .
وهاجمنا بسيل من الكلام والتهم وغيرها ، حاولنا أفهامهم بأننا مجرد صحفيان نبحث عن حل لمشكلة ليس الا .
تحدثنا الى الحاج محمد حسن جابر من سكنة محلة السراي الذي شكى من تحول منطقتهم السكنية الى "كراج داخلي " ومجمع "لسيارات الكيا " التي تعمل في خطوط نقل صوب الشامية خصوصاً ، وما يرافق ذلك من تأثيرات مثل استمرار الضجيج والأصوات العالية ، الى بعض التصرفات اللا أخلاقية التي يقوم بها بعض سائقي هذه المركبات .
ويضيف الحاج جابر " ويمكن تحمل كل هذا لكن ان يصل الى الامر الى التلوث البيئي فهذا امر خطير خصوصاً وان أصابات بالسرطان ظهرت بين الاهالي مما أدى الى وفاة شخصين من أهالي المنطقة الى ألان .
ويتابع " حاولنا تقديم شكاوى الى البلدية القريبة من المنطقة لكنها لم تحرك ساكناً ، ومن ثم خاطبنا السيد المحافظ وقدمنا شكاوى متعددة لكننا لم نصل الى اي حل .وهدد الحاج جابر باللجوء الى القضاء العراقي لغرض حل هذه المشكلة" .
سألنا بعض سائقي الكيات المتواجدين هناك لم ينكروا صدور بعض هذه التصرفات ، ولكنهم رفضوا تعميم هذه النظرة على الجميع لكون أغلبهم ذوي عوائل كبيرة ويعملون على توفير رزق لها .
عادونا الى هيئة النقل في اليوم التالي التقينا بمديرها الذي رحب بنا ، واعتذر عن عدم وجوده ، وحين سألناه عن سبب عدم وجود "مرائب لائقة وكافية في المدينة ".؟ ، بدأ الاستاذ علي الحسيني بث شكواه هو الاخر من عدم أخذ المخطط العمراني لهذه المسألة على محمل الجد في عملية تحديث المدينة وتوسيعها ، كما أن البلدية لم تستجب الى مخاطبات الهيئة المتعددة بضرورة توفير ساحات مناسبة لتحويلها الى مرائب للنقل الداخلي ، الا أن البلدية تتذرع دائماً وابداً بعدم وجود ساحات فارغة .
وعن موضوع "المرائب " في شارع أبراهيم الخليل قال : أن الايام القليلة القادمة ستشهد عملية تأهيل هذا "الكراج " على نفقة وزارة النقل ، حيث سيتم بناء مسقفات كبيرة تغطي "الكراج بالكامل " أضافة الى تغيير المنافذ الحالية التي وصفها بأنها أحدى مشاكل الكراج الحالي لموقعها الخاطئ ، كذلك سيشهد الكراج أزلة بعض الارصفة الزائدة عن الحاجة وهذا سيعطي مساحة لا بأس بها .
الحسيني أكد "أن عملية التأهيل لن تحل المشكلة لكنها أجراء جزئي بسيط ، وأضاف ان الكراج الحالي بمساحته الصغيرة 6000متر مربع غير كافية ، أضافة الى أنها مخصصة ، وليست ملكاً لشركة النقل التابعة للوزارة ، وهذا يمنع عملية بناء كراج كبير ومتعدد الطوابق في هذا المكان .
الحسيني أبدى استعاد الهيئة لمفاتحة الوزارة حال تخصيص المحافظة لقطعة ارض مناسبة لانشاء كراج يساهم في حل المشكلة .
المصدر:وكالة ذي قار للانباء

Share |