ذي قــار : مســاحات شاسـعة عائمــة على بحيـرات من النفــط
Sun, 26 Feb 2012 الساعة : 8:23

وكالات:
تظهر نتائج مسوحات واحصاءات أجرتها جهات رسمية، ان مساحات شاسعة من محافظة ذي قار تطفو على بحيرات
من النفط، الا انها ما زالت تعاني الاهمال ويعيش سكانها واقعا مزريا منذ عقود خلت. اذ تظهر الاحصائيات أن نسبة الفقر بين أهالي ذي قار تصل الى 35 بالمئة، والبطالة 25 بالمئة من عدد سكانها الاجمالي الذي يقترب من مليون و(800) ألف نسمة.
لكن سكان المحافظة يتطلعون اليوم الى حياة أفضل، لاسيما بعد التحول الذي طرأ على البلاد المتمثل بسقوط النظام الدكتاتوري، تلتها حقبة الاحتلال، ومن ثم انسحاب القوات الأميركية، وهو ما يضع ذي قار أمام فرصة لاستثمار مواردها الكبيرة وتسخيرها للتنمية والخدمات والاعمار.
ويقول مسؤولون محليون في هذه المحافظة التي تقع الى الجنوب من العاصمة بغداد بنحو (370 كم): ان أكثر مدن المحافظة عائمة على بحيرات من النفط الخام المستكشفة غير المنقبة بحسب نتائج المسوحات الأولية التي أجرتها الفرق الزلزالية في تلك المناطق، داعين على استثمار تلك الثروة في دعم اقتصاد المحافظة بشكل خاص، والعراق عموما.
وبحسب قائممقام قضاء الشطرة، حسين عزيز الغالبي، فأن السلطة المحلية في القضاء الواقع الى الشمال من مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، لديها معلومات بشأن نتائج المسوحات التي أجرتها الفرقة الزلزالية للاستكشافات النفطية، والتي أظهرت مؤشراتها وجود كميات كبيرة من النفط في مناطق شرق الغراف في القضاء.
ويوضح ان عملية المسح الأولية التي أجرتها تلك الفرق، والتي استمرت لأشهر طويلة، بينت ان المساحات التي تطفو على النفط تمتد من مناطق شرق الغراف وحتى ناحية قلعة سكر، الا أنه لم يجر التنقيب فيها حتى الان.
ودعا الغالبي الجهات ذات الشأن، ومنها وزارة النفط، للافادة من هذه الثروات لتطوير وتنمية الاقتصاد الوطني.
والحال لا تختلف كثيراً مع مدن المحافظة الأخرى، ومنها مناطق الأهوار، فيقول مدير ناحية الطار جنوب شرق الناصرية: ان نتائج المسوحات الأولية التي أجرتها فرق المسح في مناطق الاهوار تشير إلى ان جميع هذه المناطق عبارة عن مكامن نفطية، لاسيما في قرى ال جويبر، الا انه لم يجر التنقيب فيها.
وطالب باسم الجابري، الحكومة إلى "استثمار مصادر الطاقة الموجودة في مناطق الاهوار والتي أشرت المسوحات عن أنها تحوي احتياطيا هائلا من النفط الخام".
كما لفت مدير ناحية العكيكة حيدر علي السعيدي، الى انه في زمن النظام الدكتاتوري، كانت هناك مسوحات واستكشافات محدودة لآبار النفط، وهي موجودة حاليا لكنه لم يتم التنقيب فيها أو تطويرها بل اكتفى ذلك النظام بالمسوحات فقط.
وأكد أن عددا من الفلاحين والمزارعين اكتشفوا ظهور كميات من النفط الخام خلال عمليات السقي والبزل التي يجرونها في أراضيهم، داعيا إلى استثمار هذه الثروة والبدء بعمليات التنقيب وانشاء مصاف للنفط بما يسهم في دعم اقتصاد البلد وامتصاص البطالة والفقر اللذين يعيشهما سكان المحافظة.
ويأتي الاعلان عن نتائج المسوحات والاستكشافات النفطية في أغلب مدن ذي قار، في ظل ارتفاع نسبة الفقر والبطالة التي تشهدها المحافظة.
وبلغت نسبة البطالة نحو 25 بالمئة، وفقا لنتائج مسح أجراه الجهاز المركزي للاحصاء خلال عمليات الحصر والترقيم للعامين 2009 و2010، بحسب ما ذكر مدير دائرة الاحصاء في ذي قار عباس شاتي.
وأضاف شاتي ان نتائج المسح أظهرت أيضا ان نسبة الفقر في المحافظة بلغت 34 بالمـئة، بحسب النتائج التي قدرت سكان ذي قـار بملـيون و(804) آلاف، و(155) نـسـمة.
كما يواجه سكان المحافظة جملة من المشكلات الخدمية ونقصا في البنى التحتية، في مقدمتها السكن، اذ كشفت دائرة الاسكان في المحافظة مؤخرا عن الحاجة الى (230) ألف وحدة سكنية، للقضاء على أزمة السكن المتفاقمة. كما أظهرت نتائج دراسات واحصائيات أعدتها الدائرة في وقت سابق أن اكثر من 12 فردا يسكنون في الدار الواحدة، وان هؤلاء يشكلون (4-6) عائلات.
ويشير مدير دائرة الاسكان في المحافظة عبد الصاحب عبد الأمير، الى ان الدراسات المتعلقة بالاسكان اكدت ان العجز في عدد الوحدات السكنية الذي يأتي من تراكمات العقود الماضية ولغاية العام الماضي، بلغ نحو 220 ألف وحدة سكنية، يضاف اليها معدل 10 آلاف وحدة سكنية سنويا لمواكبة النمو السكاني المضطرد والانشطار العائلي، ليصبح مجموع ما تحتاجه المحافظة في الوقت الحالي 230 ألف وحدة سكنية.
المصدر:الصباح